
يعيش العالم الآن، مرحلة تتسم بمؤامرات وتهديدات وحروب غير التي اعتادنا عليها عسكريا من دول مهيمنة اقتصاديا ذات مصالح معينة ضد الدول التي تتميز وتمتلك تلك المصالح، فشـلوا في الغـزو العسـكري، وقرروا التحول إلى الغزو الفكري بطيء المفعول وغير مكلف ولكنه يهدم دول بلا سفك دماء.
أصبحت تهديدات المعارك الفكرية للدول ذات المصالح، اشد خطرا وتأثيرا على ضحاياها فكريا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا، فتسيطر وتتحكم فيهم وتوجههم نحو اهداف معينة بحجة الدعوة الى الانفتاح وتحت مسمى الحضارة والحرية الشخصية المزيفة، والحقيقة ان ضحاياهم لا يتمتعوا بالحرية الشخصية نهائيا ولكنهم مسيرون وفقا لمخططاتهم التي تدبر لهم وتنفذ بأيدي وعقول الضحايا.
انفتحت الدول المستهدفة على خريطة الانفتاح وتمزقت روابطهم الاجتماعية وضعفت قوتهم الفكرية والنفسية والاقتصادية وأصبحوا ضحايا الغزو الفكري الذي يقدم معلومات مضللة بشكل مبهر يختفي ورائها اهداف سياسية لتدمير الاطفال والشباب والاسرة بأكملها وبالتبعية دمار تلك الدول.
فالغزاة يدرسون تاريخ اوطاننا، ماضيها وحاضرها ليخططوا لها مستقبلها، يستغلوا نقاط ضعفها لبث سمومهم بتلبية شهوات الإنسان المحرمة، وإقناعه بالتخلي عن عقيدته وأخلاقه وعاداته وتقاليده وتغيير سلوكه وافكاره وانتماءاته الوطنية، وهذا ما قاله هربرت سبنسر عضو الكونجرس الأمريكي أن القائمين على حكم العالم (الصهيونية العالمية) يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز
آن الاوان ندق ناقوس الخطر لأنفسنا ولغيرنا فقد أصبحت المخدرات الرقمية “الانترنت ” و”السوشيال ميديا” و “الألعاب الإلكترونية” و”الاعلام ” هي أسلحة الغزو الفكري المدمرة التي يسيطربها على العقول والقلوب حتى أصبحت أولوية في حياة الأطفال والمراهقين والكبار وتحولت لوسيلة تربوية وبيئة خطيرة لهدم كيان الدول .نصبوا فخاخهم للأسرة وبدأوا بالطفل الذى لم يسلم من شرهم ونشروا له مواد سمعية وبصرية من مشاهد ضرب وعنف وسرقة وبلطجة، غير مراقبة من الوالدين والجهات المعنية بحقوق الطفل، وبثوا سموم تناسب مستوى تفكيرهم تحثهم على السلوك السيء وينشأ طفلا متوحدا مع الانترنت لا يعرف الطموح والنجاح وقيم مجتمعاتنا بسبب حرمانه من الاختلاط والتواصل الحقيقي مع اسرته وأصدقائه ومجتمعه ليكتسب منهم المهارات والعادات والتقاليد الصحيحة ويكون له قدوة حقيقية ناجحة يقتدى بها
والاشد خطرا بث المشاهد التي تروج للشذوذ الجنسي من خلال برامج الأطفال لتعميق هذا الفكر لديهم منذ الصغر حــتى يصــبح جزءا من تكوينهم الفكري والنفسي وتتأسس الفكرة مع الطفل وتكبر معه ويرفض الزواج وبالتالي ينهار تكوين الاسرة ولا يوجد إنجاب ونساعد الغزاة على نجاح مشروع المليار الذهبي الذي يهدف الى تقليل تعداد سكان العالم
ثم تنتقل عدوى الغزو الفكري إلى الهدف الأقل مناعة والأكثر اقبالا على مخططاتهم وهم الشباب، نجحوا في تحويل الشباب إلى قوى مستهلكة وليست منتجة لأوطانهم، بتوجيههم إلى الانتحار بالألعاب المدمرة، التعامل بعنف وألفاظ خارجة مع افراد الاسرة والمحيطين ورفص النصح والارشاد منهم ، العزلة مع الانترنت، التأخر الدراسي، عمل صداقات غريبة مع اشخاص مجهولة لتجنيدهم لصالح الدول ذات المصالح ، ادمان المخدرات التي تسلبهم أعـز مـا يملكـون وهو العقل، تقليد الفنانين في أدوار الشر والعنف في الأفلام والمسلسلات ويصبحون قدوة لهم ، ادمان المواقع والأفلام الإباحية. الترويج للشذوذ الجنسي ، والاشد خطراً هو استقطاب الشباب واستغلال الفراغ والبطالة والظروف المادية والعاطفية والاسرية لتغيير هويتهم الدينية والوطنية من خلال نشر فكر التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية التي تتبنى أفكارا معادية لكل المبادئ الإنسانية من كراهية للاوطان والرموز السياسية والدينية والعلمية، اثارة الفتن الطائفة بين أبناء الوطن المدمرة لللامن الوطني و الفكري و السياسي لتفكيك نسيج الوحدة الوطنية، نشر فكر الالحاد وعبادة الشيطان وانكار وجود الله سبحانه وتعالى ، اصدار تطبيقات وبرامج ضارة تستهدف تهكير حسابات مستخدميها وتعرضهم للابتزاز المادي والجنسي. ومن افرازات الغزو الفكرى الكارثة الكبرى التي تهدد كيان الاسرة التنفيـر مـن الـزواج والحياة الزوجية عموما وبث المشاهد الخليعة والعرى والنجاسة التي تنفر الزوج من زوجته، والزوجة من زوجها .لانهما ليس على هذا المستوى من المشاهد الجنسية التي يشاهدونها في أسلحة الحروب المدمرة (مواقع التواصل الاجتماعي) مما يزيد من معدلات الخيانة الزوجية (الزنا) لإشباع الغريزة الجامحة والمثارة ، فيلجا الزوج والزوجة الى استخدام حسابات وهمية علي مواقع التواصل الاجتماعي ليدخلوا النفق المظلم ويمارسوا الزنا في العالم الافتراضى من خلال الشات ثم تنتقل الخيانة الى الواقع وتصبح فعلية وليست افتراضية فقط. هكذا يدعم الغزاة طريق الخيانة للنفوس الضعيفة التي لا تجيد فلترة ماتشاهده وتنتقى ما يحفظ للإنسان قيمته وانسانيته التي خلقها الله عليها. عرض المشاكل الزوجية على وسائل التواصل الاجتماعي او تصوير الزوج لزوجته وهي عارية او ملابس تظهر مفاتنها لتصبح (تريند) مشهورة وتحصل على المكاسب المادية من المشاهدات بالدولار.
أيضا أصبح التحكم كاملا في البشرية التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من قراءة الإشارة العصبية للإنسان، فعندما نتحدث او تفكر مجرد فكرة في شيء ما، ففي ثوان معدودة تجده امامك في صورة اعلان أو فيديو. لذلك لابد أن نعى ما يدبر لنا ولا نبتلع الطُعم البراق المبهر ونترك أنفسنا فريسة لهم فنحن أصبحنا تحت السيطرة.
نسعى لترمـيم وإصلاح مـا فسد فبل ان تتسع فجوة الفساد والانحلال الخلقي وينهار كيان الاسرة من خلال حملات التوعية بإيجابيات وسلبيات الانترنت وكيفية بناء شخصية واعية قادرة على فلترة ما يقدم لها من معلومات مغلوطة واشاعات مضللة.
عمل دورات تدريبية لتأهيل لأطفال والشباب والمقبلين على الزواج والازواج والزوجات لحثهم بخطورة الاختيار السيء للمواقع المشبوهة لمنعهم من وقوعهم فريسة لها.
ضرورة تجفيف منابع الفساد المرئية والمسموعة وتقنين ما تقدمه السوشيال ميديا و الدراما من فساد .
تفعيل وتنشيط الضوابط القانونية الخاصة بكل دولة التي تضعها السلطات لحظر المواقع ذات المحتوى المؤذي نفسيا وفكريا وجنسيا.
ودائما نتذكر تصريح ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بقوله “قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر”.
هكذا خططوا ورسموا لنا طريق الفشل والهزيمة بعد ان كنا أصحاب حضارات لنصبح مسلوبي العقل والإرادة وللأسف نحن ننفذ هذه الخطة بمهارة ونجاح لأنهم يدرسون اعماقنا وميولنا ورغباتنا وسلوكنا من خلال ما ننشره او نفعله نحن على مواقع التواصل الاجتماعي …. انتبهوا من وحوش الانترنت