د.عبير عزي تكتب// القوة الناعمة والإعلام

يحظى مفهوم القوة الناعمة، باهتمام كبير لدى السياسيين والمثقفين وهو المفهوم الذي طرحه أستاذ العلوم السياسية جوزيف ناي بجامعة هارفارد الأميركية ويشير إلى قدرة الدولة على إحداث التأثير المطلوب في الرأي العام الجمعي والسلوك الاجتماعي دون إجبار أو دون استخدام مصادر القوة التقليدية .
ويحتل الإعلام مكانة متميزة في قلب مفهوم القوة الناعمة ، فالإعلام قادر على التأثير على اتجاهات الرأي العام ، فالمعارك لا يمكن أن تربح فقط في ساحات القتال ، بل ان الرابح الحقيقي هو من يربح قضيته في الإعلام .
وتتعدد أدوات القوة الناعمة لتشمل الدبلوماسية وامتلاك التكنولوجيا ، والتعليم ، واستخدام السياسة والاقتصاد كأدوات للضغط وتحقيق المكاسب ، ويقع الإعلام في قلب أدوات التأثير في هذا المجال ، حيث لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة الامريكية استخدمت تلك الادوات بشكل فعال لتصبح قوة عظمى ناهيك عن أفلام هوليوود وما حققته في هذا المجال من تحقيق فكرة الهيمنة والتأثير .
واستطاعت مصر في فترات مختلفة من تاريخها أن تستخدم هذه الادوات بشكل فعال لتحقق التأثير المطلوب من خلال الدراما المصرية والأفلام وغيرها من أساليب إثبات الذات حتى أصبحت قوة إقليمية لا يستهان بها في المنطقة .
ولكي تحافظ مصر على مكتسباتها في تحقيق الريادة لابد من وجود استراتيجية تستخدم كل الأدوات مثل تطوير التعليم والاهتمام بالفنون والثقافة وتطوير البحث العلمي وتطوير الصناعات المصرية وتحقيق التفوق الرياضي على المستوى الاقليمي والعالمي وإعادة الاهتمام بتنشيط السياحة وغيرها من الأدوات التي تحقق التميز والابداع والتأثير . وكذلك الاهتمام بقنوات الاعلام من خلال تأسيس المنابر الاعلامية القوية القادرة على مخاطبة الآخر والتأثير فيه وتدريب الكوادر الاعلامية لتحمل مسئولية بناء صورة مصر الحضارية .