د. عبير عزي تكتب// آليات مواجهة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي احد مظاهر الاعلام الجديد التي نتجت عن التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيا الاتصال والتي جعلت العالم أشبه بالقرية الكونية من جلال دمج اجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بشبكة إتصالات لاسلكية عن طريق الاقمار الصناعية وقد نتج عنها الكثير من الاثار الايجابية مثل فكرة التفاعلية التي سمحت للمستخدم ان يكون طرفا ايجابيا فاعلا في تداول المعلومات ، كما انها حققت فكرة كسر الحواجز الزمانية والمكانية واصبح العالم متصلا ببعضه البعض ، وحقت سرعة نشر وتداول المعلومات والأخبار ، وفي الوقت نفسه اصبحت تلك الوسائل في بعض الاحيان خطرًا داهما لكونها تهدد فكرة الخصوصية وكذلك تحولها الى سلوك ادماني من قبل بعض المستخدمين مما جعلهم ينعزلون في فضاءات افتراضية ليصبحوا اكثر عزلة عن العالم الحقيقي ، ومع الانتقال إلى مرحلة سيطرة المستخدم على صناعة المحتوى للمادة الاعلامية ، وظهور ما يسمى بالمواطن الصحفي وفي ظل غياب آليات الضبط اصبحت تلك الفضاءات مجالا لتداول الشائعات والاخبار المضللة نتيجة لغياب فكرة التوثيق والرجوع الى مصادر المعلومات المعتمدة ، وفي ظل غياب الضوابط الرقابية اصبحت ساحة لتداول الشائعات وبدأ استخدامها كأحد أدوات الحرب النفسية وتفكيك المجتمعات وضرب الثوابت وزعزعة الامن وضرب الاقتصاد وذلك من قبل الاعداء وهنا تكمن خطورة نشر وتداول ومشاركة المعلومات غير الموثقة من قبل المستخدمين حتى وان كان بحسن نية في ظل غياب الوعي وهو ما قد يساهم في انهاك المجتمع وبث حالات الخوف والتشكيك على المستوى الجمعي وضرب السمعة على المستوى الفردي ، وتهديد استقرار الاسرة على المستوى الاجتماعي .
ومن هنا أدعو الى ضرورة العمل على وضع استراتيجية لمواجهة شائعات وفوضى السوشيال ميديا تعمل عليها كل من الجهات الامنية والمعلوماتية ووسائل الاعلام التقليدية ومؤسسات المجتمع المختلفة ، كما وأؤكد على اهمية فكرة التربية الاعلامية للشباب لرفع الوعي بأهمية الاستخدام الواعي لوسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك اهمية الردع القانوني وسن القوانين التي تعاقب المخالفين ولاسيما في صناعة تتطور بشكل مستمر وهي صناعة المعلومات واهمية تفعيل دور المراصد الاعلامية التي تراقب المحتوى الضار لضمان سلامة الوطن ،
حفظ الله مصر من الاخطار وحفظ شبابها حماة الوطن وبناة المستقبل