محمد بن سلمان.. جيل جديد يصنع التغيير والمستقبل

بقلم/ أحمد محفوظ
سنوت عديدة، يجابه فيها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، حروب مختلفة تشكك في المسيرة التي يقوم بها لصالح بلده المملكة العربية السعودية وتعود بالخير على دول الجوار. لكن الحقيقة دائما ما تكشف عن نفسها، وتتجسد جلية واضحة للجيمع. فالنهضة التي تشهدها السعوية اليوم برؤى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يمكن إخفاؤها ولا يمكن التقليل منها أو محاربتها، فجيل القيادة السعودية الشابة، التي يمثلها الأمير محمد بن سلمان هو الأمل للسعودية وللمنطقة العربية، وهو يتعامل مع مستجدات العصر ومطالبه.
وليس من باب المبالغة، وكما ترصد عشرات المقالات والدراسات السعودية والدولية، القول، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كسب الرهان وصفع المراهنين والمتربصين، محققا نهضة تنموية سعودية في مختلف المجالات، ووضع المملكة على طاولة الحوار العالمية، كلاعب اساسي مؤثر، لها حضورها ومكانتها، تناطح في بعض الموقف اكبر القوى فى العالم وتفرض وجهات نظرها عليها.
وعلى المستوى الداخلي، حقق الأمير الشاب، محمد بن سلمان الكثير للمملكة، مستجدات كثيرة، كما ادخل متغيرات استراتيجية دون المساس بالقيم المجتمعية الأصيلة، موازنا بين الحداثة والأصالة، وملامسا لشعور الشعب السعودي وما كانوا يحدثون به أنفسهم، من ضرورة التغيير.
ومنذ أن أطلق خطته 2030 عمد الأمير محمد بن سلمان، لنقل المملكة من الاعتماد على النفط ذي الأسعار المتقلبة الخاضعة للسياسة وتقلباتها، والصراعات الدولية، الى دولة جاذبة للاستثمارات متعددة الموارد.
وفيما يتعلق بالمرأة السعودية وحقوقها وما كانت تتبجح به بعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، على مدة عقود طويلة، وتصدر تقاريرها بتعليمات دولية للضغط على المملكة، فقد شهدت المرأة بعهده ما لم تشهده من قبل، بعد أن مكنها ومنحها كل ما كانت تتطلع له، وتحلم به، مع الحفاظ على مكانتها واحترام وجودها داخل المجتمع السعودي، وغيرها من الانجازات، التي سيتم التوقف أمام محطات عديدة منها في هذا المقال، والتي أكدت رغم الحروب الضروس على المملكة وقيادتها طوال السنوات الماضية، إلا أنها سارت في طريقها غير آبهة بمن يتأمرون أو ينتقدون..
ويمكن التوقف أمام العديد من المحطات الهامة التي مرت بها السعودية خلال السنوات الأخيرة، تحت رؤية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
استراتجية الصناعة السعودية
فقد أطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان الاستراتيجية الوطنية للصناعة، مؤكدا أن لدى المملكة جميع الإمكانات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام. قائلا:” لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة وبالشراكة مع القطاع الخاص ستصبح المملكة قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدر المنتجات عالية التقنية إلى العالم “.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن “القطاع الصناعي، أصبح أحد مرتكزات رؤية السعودية 2030، ويحظى باهتمام كبير من القيادة، إذ أطلق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية وأنشئت وزارة مستقلة للاهتمام بالقطاع، وعدد من البرامج والكيانات الأخرى، مما نتج عنه مضاعفة عدد المنشآت الصناعية التي لم يكن يتجاوز عددها 7206 مصانع أنشئت خلال 42 عاما، ليقفز عددها بعد انطلاق الرؤية بأكثر من 50% ليصل إلى 10.640 منشأة صناعية في عام 2022، حيث ستعمل الاستراتيجية الوطنية للصناعة على دفع عجلة النمو في القطاع لتصل أعداد المصانع إلى نحو 36.000 مصنع بحلول عام 2035“.
وكشفت “واس”، أن “الاستراتيجية الوطنية للصناعة تركز على 12 قطاعا فرعيا لتنويع الاقتصاد الصناعي في المملكة، فيما حددت أكثر من 800 فرصة استثمارية بقيمة تريليون ريال سعودي، لتشكل فصلا جديدا من النمو المستدام للقطاع، بما يحقق عوائد اقتصادية طموحة للمملكة بحلول عام 2030، تشمل مضاعفة الناتج المحلي الصناعي بنحو 3 مرات، ومضاعفة قيمة الصادرات الصناعية لتصل إلى 557 مليار ريال سعودي“.
وليس هذا فقط فقد ذكرت “واس” أن “الاستراتيجية الوطنية للصناعة تعمل على وصول مجموع قيمة الاستثمارات الإضافية في القطاع إلى 1.3 تريليون ريال، وزيادة صادرات المنتجات التقنية المتقدمة بنحو 6 أضعاف، إضافة إلى استحداث عشرات الآلاف من الوظائف النوعية عالية القيمة“.
فالمملكة العربية السعودية، ومنذ قدوم ولي العهد السعودي الأمير الشاب الذي يؤمن بسياسة الانفتاح الدبلوماسي والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي حالة من الازدهار في شتي المجالات
صنع في السعودية
وقد عمل الأمير محمد بن سلمان بن سلمان، على تعزيز منتج “صنع في السعودية”، من خلال إطلاق حكومة المملكة حوافز متعددة في مجالات الاستثمار، وحوافز للقطاع الخاص، وصلت إلى الشراكة معه؛ حيث يسلط برنامج صنع في السعودية، الضوء على الأفكار الوطنية الإبداعية التي يعتبرها بذور مشاريع اقتصادية خلَّاقة، بينما تتمثل أهدافه الاستراتيجية في تمكين المنتج السعودي وزيادة تنافسيته على الصعيدين المحلي والدولي؛ نظرًا لأن نمو الاقتصاد غير النفطي للمملكة يساهم في تحقيق أثر حقيقي.
مبادرة السعودية الخضراء
وعمد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى إطلاق “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، التي سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة حيث تتضمن عددًا من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
كما ستعمل على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ (600) ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
برنامج شريك
وقد أطلق هذا البرنامج لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص المخصص للشركات المحلية؛ تم إطلاق برنامج شريك بهدف تطوير الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتسريع تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في زيادة مرونة الاقتصاد ودعم الازدهار والنمو المستدام.
برنامج سند
ويعد “برنامج سند”، الذي تم إطلاقه بالمملكة هو برنامج مجتمعي غير ربحي، يقدم مبادرات تنموية واجتماعية، توفر المساندة؛ من خلال الدعم المادي، حيث تم تخصيص 100 مليون ريال من نفقة ولي العهد الشخصية، وفق مسارين: الأول خُصص لدعم 29 جمعية خيرية في جميع مناطق المملكة، بمبلغ إجمالي قدره 87 مليون ريال يصرف خلال أيام، فيما خُصص الثاني لسداد ديون أكثر من 150 سجينًا معسرًا بدعم إجمالي بلغ 13 مليون ريال، على أن يتم إطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهاليهم.
المرأة السعودية
كما تم إصدار أمر ملكي بالسماح بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء في المملكة، والسماح لهن بالتجول فى مختلف المدن والمحافظات، بجانب تمكينها في الأمن السيبراني؛ بهدف دعم المرأة للمشاركة الفاعلة في هذا المجال، وتعزيز التطوير المهني للمرأة، وزيادة رأس المال البشري للأمن السيبراني.
كما استطاعت المرأة، أن تدخل بقوة في سوق العمل منذ إقرار رؤية 2030 التي يشرف عليها صاحب الأمير محمد بن سلمان، وارتفعت مساهمتها في سوق العمل إلى 25% خلال عام 2019، وذلك بحسب تقرير صادر عن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
وليس هذا فقط، فقد تم تدشين عدد من المبادرات والبرامج الداعمة للمرأة السعودية؛ ومنها برنامج “حافز” الذي يقدم دعمًا ماليًا للمرأة الباحثة عن العمل، والتي تواجه صعوبة في الحصول على وظيفة، بالإضافة إلى برنامج “قرة”،الذي يعمل على دعم خدمة ضيافة الأطفال للمرأة العاملة، بحد أقصى 800 ريال شهريًا للطفل الواحد.
مشروع نيوم
واطلق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان؛ مشروع نيوم، على أن تكون المدينة بمثابة عاصمة تجارية واقتصادية عالمية، تُمثل روح العصر المرتبط بالذكاء الاصطناعي حيث سيمنح المشروع المنطقة فرصًا استثنائية تميزها عن بقية المشاريع والمدن العالمية التي تطورت عبر مئات السنين؛ وذلك من خلال استهداف تقنيات الجيل القادم كركيزة أساسية للبنية التحتية، بعد أن أعلن عن خططه لبناء مدينة على مساحة 26500 كيلومتر
والحقيقة أن الأمير محمد بن سلمان، ليس لديه طموح فى تطوير المملكة فقط، بل إنه يسعى إلى خلق كيان عربى قوي، بالتعاون مع الزعماء والقادة العرب. وأن تكون السياسه الخارجية العربية على كلمة سواء، ورأى واحد ممثل عن المجموعة العربية، وهو ما سيعطي قوة لنا كعرب ويحعل لنا كلمة مؤثرة ومسموعة.
كما أن الأمير محمد بن سلمان، عمل على إعاده توجيه الاستثمارات السعودية الخارجية، لتتجه إلى الدول العربية بدلا من الدول الأجنبية، وهو ما سوف ينعكس بالخير على الدول والشعوب العربية، ويصنع تكتلا اقتصاديًا عربيا قويا فى مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية.
والخلاصة، وما تم ذكره في هذا المقال، ليس سوى محطات قصيرة في رحلة تطور كبيرة، يقودها الأمير محمد بن سلمان للنهوض بالسعودية، والانتقال حقيقية إلى القرن الـ21 على أسس سياسية ثابتة وراسخة للمملكة في مقدمتها علاقاتها الطيبة والوثيقة بجيرانها وتعزيزها على مختلف الأصعدة. وهى ما تثبت عظمة ما يقوم به محمد بن سلمان وانعكاساته في المستقبل على السعودية وعلى كافة منطقة الشرق الأوسط. فالسعودية “جديدة وقوية” مكسب للمنطقة برمتها. وخطوات محمد بن سلمان في هذا الطريق واعدة وتتلقفها القلوب والعقول السعودية والمصرية والعربية على السواء.