محمود سعد “مغلطش”.. بل يحذر كل أب “عاق”

نوران الصاوي
انتشرت على المواقع الإخبارية والتوصل الاجتماعي مؤخرا، تصريحات منسوبة إلى الصحفي والإعلامي الكبير، محمود سعد، تدعي بأنه يهاجم والده ويقوم بسبه ، وعلى الفور قام الرواد بنقل هذه الكلمات من موقع إلى اخر ، ومن متابع إلى اخر، دون تحري الدقة في تصريحات الإعلامي الحقيقية!
وبالطبع هو حال الكثير ..
ولكن الحقيقة هي أن الإعلامي محمود سعد ، قام ببث مباشر من خلال صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، للدردشة مع المتابعين في بعض الأسئلة الموجهة اليه، ومن خلال السياق تحدث عن والده، وروى أنه هاجره هو وإخوته منذ الطفولة ولم يعلم عنهم اى شئ، موجها التحية لوالدته التى أفنت عمرها في الحرص على تربية أطفالها دون مساعدة من احد، وقال سعد خلال الفيديو :” لما عرفت خبر وفاة أبويا محستش بأى مشاعر لانى معرفوش، ومع ذلك تم نشر النعي في الاهرام، وصلينا عليه واقمنا العزا والدفن وكل اجراءات الوفاة تمت، لكن انا محستش بحاجة ولا تأثرت ، لاني مشفتوش “،
ثم وجه رسالة لكل اب قائلا:
“انا بقول تحذير لكل اب انك متهملش ولادك ولا تسيبهم …مراتك انت حر معاها، لكن الاولاد ملهمش ذنب في اللي ببنكم، والابناء بيفضلوا فاكرين كل حاجة مهما عدى الزمن، واللى ميعرفش ربنا ومش عايز يربي أولاده ميتجوزش اصلا ، لان العيال بتكبر ومش هتنسى، واللى مؤمن بربنا لازم يوفي بالعهد”؛
وكانت هي كلمات الإعلامي خلال البث المباشر، لم أجد ماقامت بعض المواقع بنشره عن سب والده !
بل كان يحذر ويفعل جرس الإنذار لكل أب مهمل في رعاية أولاده، وبالتأكيد كما أمرنا الله بطاعة الوالدين وان عقوقهم يحاسبنا عليه الله في الدنيا والآخرة ، فالدين أيضا أمر كل ام و اب برعاية وتربية أبنائهم ومن يخالف ذلك يعاقب بالدنيا والآخرة !
فلماذا تم الهجوم محمود سعد لمجرد أنه يوجهه رسالة تحذير للأباء؟!
فلا شك أن كل شخص قام بتوجيه كلمة سيئة له بأنه لم يشعر بمرارة هجر الأب لأبنه،
فعند سماع كلمة “عقوق” ينصرف الذهن مباشرة إلى عقوق الأبناء للآباء والأمهات، إلا أن كثيرا من الناس لا يعلمون أن هناك نوعا آخر من العقوق فى العلاقة بين الآباء والأبناء، وهو عقوق الآباء للأبناء،
فإن للأبناء على الآباء كثير من الحقوق إذا ما وفوا بها كانوا بارين بأبنائهم وإذا أخلوا بها كانوا عاقين لهم أيضا،
ومن حقوق الأبناء على الآباء النفقة عليهم وتأمين حاجتهم من مطعم ومشرب وملبس ومسكن على قدر المستطاع،
ومن حقوق الأبناء على الآباء أيضا توجيههم وحسن صحبتهم حتى يشبوا ويستغنوا بأنفسهم ويكونوا قادرين على تكوين أسر جديدة، ولا يظن الآباء أن واجبهم تجاه الأبناء ينحصر فى الإنفاق عليهم ، فتجد بعضهم يغدقون الأموال على أبنائهم فقط، ومن ثم، فإن على الآباء أن يحرصوا على بر أبنائهم إن أرادوا أن يبرهم أبناؤهم، ولا يتوقع بر من أبناء تركوا بلا تربية ولا تعليم ولا توجيه ولا مراقبة، فيا أيها الآباء بروا أبناءكم يبروكم، فإن عققتموهم فلا تستعجبوا عقوقهم، فكما تدين تدان، “ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته”!