مقالات

كيف سكت المصريين على السيسى؟!

بقلم// أحمد محفوظ

 

رغم كل ما يقوم به الرئيس السيسى فى مصر، نجد حالة من الصمت الرهيب لدى الشعب المصرى، لا أحد يتكلم.. لا أحد بيهلل  مليون لا ولا وعلامات استفهام عديدة، بلا أى إجابة ولن تجد لها إجابة عند أحد. 

لقد كنا شعب يرضى بأقل القليل، قبل 25 يناير 2011، وأصبحنا شعب آخر بعدها، لا يرضى بشئ، بل إن الأمر قد وصل بنا أو على الأقل بأغلبنا بأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم وإن حدث، فيكون حديثنا على غير الحقيقة. فنجد أن ما يدور من حديث يكون حديث ظالم، حديث كله أفك وكذب، لا يعطى كل ذو حق حقه، ولا يعبر عن الواقع من الأساس.

فأغلبنا يكون الحديث معه وعنده، لمصالح شخصية سواء كان هذا الحديث يميل ناحية اليمين أو ناحية اليسار، ولتعزيز وجهة نظر شخصية، و ينطبق ذلك أكثر على تلك الشخصيات المحسوبة بشكل أو بآخر على الدولة المصرية، من تلك الشخصيات القديمة “المحروقة”، التى نجحت فى تحقيق مكاسب شخصية كبيرة على حساب أنظمة سابقة وعلى حساب الشعب، لذا نجد أنه ليس لها قبول لدى الشارع، بل وصل الأمر بأن لا أحد يصدقهم  حتى لو كان حديثهم صحيحا. ومثل ذلك كارثة أكبر لأن الحقيقه وما يتم على الواقع، أصبح يعرض على الشعب من خلال شخصيات، اغلب الشعب يراها شخصيات كاذبة.

لذا لا أتحدث هنا عن كل ما يقوم به الرئيس السيسى من مشروعات ولا طرق ولا عن العاصمة الادارية ولا العلمين ولا الجلالة ولا المنصورة ولا أسيوط  ولا غيرها من مدن فى كل محافظات مصر ولا حتى عن مشروع حياة كريمة ولا ما يتم فى قطاع السكك الحديدية ولا الموانىء  ولا المصانع.

ولا عما ما تم من تحديث فى الجيش المصرى والذى أصبح من ضمن أقوى عشرة جيوش في العالم.

لا لن أتحدث عن كل هذا، رغم أن العالم يعيش فى ظل كارثة اقتصاديه منذ أكثر من ثلاث سنوات، بسبب أزمة كورونا والتى أصبح العالم كله منغلق على نفسه بسببها، ولا عن الحرب الروسيه الأوكرانية، وما نتج عنها من سلبيات كانت لها آثار كبيرة على الاقتصاد العالمى الذى كان فى شبه حالة من الركود قبل جائحة كورونا. كل هذا العوامل كان لها تأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على الاقتصاد المصرى..

ذلك الاقتصاد المنهار بشكل حقيقى من 2011 إلى 2014 حيث توقف آنذاك، كل شىء فى مصر بكل معنى الكلمة الشئ الوحيد الذى لم يتوقف، هو المظاهرات والمليونيات لدرجة إنه اصبح لدينا كل جمعة مليونية وحالات من التخريب والتدمير فى كل شىء.

ورغم كل ذلك مازالت الدولة المصرية موجودة وقوية، بل إنها ورغم كل تلك الظروف أفضل حالا من غيرها، ومن دول كبيرة لو كان حدث بها ما حدث لدينا لكانت قد سقطت.

ومع كل هذا، لا يهمنى بقدر تلك النقطة التى سوف أتحدث عنها

وتتمثل فى مشروع مستقبل مصر، الذى سوف يضيف مساحة 2.5 مليون فدان من الأراضى الزراعية. 

ومشروع توشكى الذى سوف يضيف 500 ألف فدان.

وما يتم فى سيناء من مشروعات، سوف لا نتحدث عنها لكن سوف نذكر فقط استصلاح 500 ألف فدان فى سيناء، ومشروع غرب المنيا، وغرب غرب المنيا، وهذان المشروعان سوف ينتج عنهم استصلاح حوالى 500 ألف فدان.

هذا غير مشروع شرق العوينات، ومشروعات أخرى بمساحات مختلفة، أضف إليهم المساحات التى تقوم القوات المسلحة باستصلاحها، طبعا ومع كل هذا لدينا مشروع 100 ألف صوبة زجاجية،  والتى تعطى انتاج ما يزيد عن نصف مليون فدان ومع هذا لن نضيفها للمجموع.

الذى يعنى، أننا نتحدث عن استصلاح  حوالى 4 مليون فدان من صحراء مصر، التى لا تزيد الأراضى الزراعيه بها عن 8 مليون فدان، هذا يعنى أن الرئيس السيسى سوف يضيف إلى مصر أكثر من نصف المساحة المزروعة بالفعل منذ أكثر من 7 آلاف سنة.

هذه المشروعات ليس مجرد كلام على ورق، ولا هى مجرد احلام  بل إن هذه المشروعات أصبحت موجوده بالفعل على أرض الواقع، وأصبحت تعطى انتاج..

هذه المشروعات، لن يتم الانتهاء منها فى 2050 ولا 2030 لا هذه المشروعات، سوف يتم الانتهاء منها العام القادم وهذا يعنى أنه على نهايه العام القادم، سوف تصبح المساحة المزروعة فى مصر أكثر من 12 مليون فدان، وهذا يعنى أنه فى خلال شهور معدودة، سوف تتحول مصر من أكبر دوله مستوردة للغذاء الى دوله مصدرة للغذاء.

هذا ما يفعله السيسى لمصر.

وهذا ما جعل الشعب يسكت ويتحمل، لأن ما يتم على الأرض المصرية، ورغم فداحة الأزمه الاقتصادية العالمية، لم يكن ليحدث من قبل، ومع هذا فإن السكوت هنا غير مطلوب، لأنه عمل على ارتفاع أصوات لا تريد لمصر أن تحقق تلك كل المشروعات العملاقة

لذا حان وقت إسكات كل تلك الأصوات، أو انسحابها من الساحة من “سكات” لأنها تعرف جيدا أنه غير مرغوب فيها

وأنه آن الآوان لصوت الشعب، أن يكون هو الأعلى ويتكاتف خلف هذا الرجل الذى لن يأتى مثله قبل مائة عام أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى