تقرير/ صفاء دعبس أسطول مصر البحري في عهد السيسي “أسود البحار”

“من يمتلك أعالي البحار يمتلك القرار”،ومن لا يملك جيشا وطنيا وسلاحا عصريا لا يملك أمنا”، عبارة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة فى أواخر عام 2019، حيث لخصت هذه الكلمات مدى اهتمام الرئيس السيسي بعملية التحديث والتطوير للقوات المسلحة منذ توليه المسئولية في يونيو 2014 .
وفي حدث تاريخي منذ عهد محمد على باشا يدل على قوة وعظمة الجيش المصري عبرت 3سفن حربية مصرية جسر البسفور التركي أمام مرئ ومسمع أردوغان فى طريقها ؛للمشاركة بمناورات عسكرية مع روسيا فى البحر الأسود فى الخامس عشر من نوفمبر الجارى مناورات جسر الصداقه 2020 فوجود تلك المناورات على الحدود البحرية التركية يشكل هزة كبيرة لتركيا فإن تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الروسية يشكل مصدر قلق وتوتر لدي أنقرة بسبب التدخلات التركية فى ليبيا وسوريا والصراع بين أرمينيا واذربيجان.
وخرج علينا ذباب تنظيم الإخوان الإرهابي الهاربين فى تركيا غاضبين منزعجين من مرور السفن الحربية أمام سواحل تركيا غاضبين من دفاع مصر عن أمنها القومي فى ليبيا؛فحقا هو أمر شديد الازعاج واحراج لنظام اردوغان، وتقدمت القطع البحرية المصرية شامخة عافية تحمل رسالة” أن قوة مصر العسكرية نابعة عن مؤسسة عسكرية رشيدة وذكية وهذا إن دل يدل على أن مصر تستخدم القوة كأداة للسلام والتعاون والتواصل عكس غيرها من الدول التي تهدد أمن واستقرار الدول المجاورة.
ومصر الآن في عهد الرئيس السيسي أصبحت ذات مكانة عابرة للبحار والحدود حيث أن هناك حالة تعظيم فرص ومساحات دور مصر فى إعادة رسم وهندسة مصالحها، فنظام اردوغان أصبح متشرذم قلق بشأن دور مصر فهو ليس لديه سواء إعادة حساباته جيدا.
-ومن خلال هذا التقرير نرصد لكم تاريخ البحرية المصرية وجزء من بعض بطولات فخر البحار
فهو تاريخ قبل التاريخ يعود إلي قبل التاريخ الميلادي بمئات السنين، فبناة الأهرام بنوا بوارج كبيرة سفينة الملك خوفو المحفوظة بجانب الهرم الأكبر في الجيزة، وقامت الملكة حتشبسوت أسطولا ضخماً وسجلت البحرية المصرية أدوارا مميزة العصور البطلمي والروماني والعربي ومعركة ذات الصواري شاهدة علي التعاون المصري العربي
وفي الحملات الصليبية تصدي الأسطول البحري في العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي.
وأنشأ محمد على باشا الأسطول البحري المصري الحديث سنه 1809،وانتصر علي الدولة العثمانية في معركة نافارين باليونان وانشئت اول مدرسة بحرية في مصر عام1825،واعتني محمد علي باشا بالاسطول البحري وجدده حتي المركز الثاني على مستوي العالم بعد الاسطول البريطاني قبل حلول عام 1839 وجاء الاحتلال البريطاني والغيت البحرية سنة 1882،ولكن تم اصدار قرار من الحكومة في 30يونيو 1946بانشاء البحرية المصرية تحت اسم السلاح البحري وإنشاء كلية بحرية متخصصة.
ولعبت البحرية المصرية دوراً محورياً في العصر الحديث حيث تصدت للعدوان الإسرائيلي ،فكان من أبرز مشاهده تدمير المدمرة إيلات فى21 أكتوبر 1967،واختير هذا ليكون عيدا للقوات البحرية المصرية لبسالة وشجاعة وإتقان أفراد القوات في مواجهة العدو.
وفي يناير 1968 تم إغراق الغواصة داكار حيث رصدت اجهزة الرادار بقاعدة الاسكندريه البحرية اختراق الغواصة داكار سواحلها اثناء قدومها من لندن متجهة إلي مينا حيفا فصدرت الأوامر إلي الفرقاطة المصرية أسيوط بمهاجمتها وغرفت بكامل طاقمها واثرذلك بشكل كبير على المعنوية للبحرية الإسرائيلية خاصة انها كانت الرحلة الأولي لهذه الغواصة بعد تسليمها من بريطانيا.
وقصفت عناصر القوات البحرية في يومي 8و9نوفمبر 1969 بتشكيل بحري مكون من المدمرتين “الناصر ودمياط ” تجمعات العدو الإسرائيلي في مناطق رمانة وبالوظة وتم تدمير المنطقة الإدارية للعدو على الساحل الشمالي لسيناء
وفي 15نوفمبر 1969تم تدمير السفنتين هيدروما وداليا إيلات الأولي وكان الشهيد الوحيد في العملية الرقيب محمد فوزي البرقوقي.
تدمير السفينة بيت شفيع إيلات الثالثة
وفي مايو 1970هاجم رجال الصفادع البشرية الميناء وتم تفجير رصيف ميناء إيلات الحربي حيث أحدث خسائر بشرية ضخمة بين صفوف العدو.
في 8 مارس1970 قامت مجموعة من عناصر الوحدات الخاصة البحرية “الضفادع البشرية” بتدمير الحفار كيتينج بميناء أبيدجان بساحل العاج، والذي تعاقدت عليه إسرائيل مع شركة كندية بغرض التنقيب عن البترول في خليج السويس، في محاولة لإجبار مصر على القبول باستنزاف ثروتها من البترول، أو أن تهاجم إسرائيل الحقول المصرية ومنها حقل “مرجان” الوحيد الذي كان لا يزال في حوزة مصر، وبذلك يحرم الجيش المصري من إمدادات البترول،وصدر القرار بتدمير الحفار قبل وصوله خليج السويس، وقامت عناصر الضفادع البشرية المصرية بتدميره فى مدينة أبيدجان بساحل العاج
وفي حرب أكتوبرلعبت القوات البحرية دوراً محورياً في تحقيق النصر حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أم بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل، كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء بالإضافة إلى
السيطرت على مضيق باب المندب والتفتيش ومنع السفن التجارية الإسرائيلية، من الوصول إلى ميناء إيلات، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل ، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.
و نفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية كما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمروالمتوسط وكان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية.
وقامت الضفادع البشرية بسد أنابيب النابالم التي جهزتها إسرائيل تحت حصون خط بارليف الحصينة والتي كانت تهدف لإشعال النار في مياه قناة السويس في حالة عبور القوات المصرية لهذا المانع الحصين .
واعلنت البحرية المصرية فى السادس من أكتوبر البحر الأحمر عند خط 21 شمالاً، منطقة عمليات وتمكنت خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة ومعادية.
وتمكنت من إغراق ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل للتعليمات بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين جدة وبور سودان لأنها منطقة عمليات، فقامت بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائياً منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر بالإضافة إلى إغلاق
وحدات بث الألغام البحرية مدخل خليج السويس، وهاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم الغنية بالبترول ودمرت حفاراً ضخماً، وتم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول إلى ميناء إيلات بالشلل التام وهذا هو الهدف للقوات البحرية حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد من إيران والذي يصل إلى 18 مليون برميل سنوياً.
ونجحت القوات البحرية فى تأمين أجناب الجيش المصري والسيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد 1600 كم على السواحل المصرية و400 كم على سواحل العدو.
وفي عام2015 شاركت البحرية المصرية بتولي مهمة تأمين المرور الملاحي بالمضيق عن طريق 4 قطع بحرية منتشرة بمحيطه لمنع سيطرة المليشيات الإيرانية والحوثية عليه.
-القوات البحرية المصرية فى عهد الرئيس السيسي
وشهد الأسطول البحري المصري فى بداية تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر تطورا ضخم حيث ضم أحدث الأسلحة البحرية حول العالم عبر صفقات عديدة أبرزها الغواصات الألمانية الأربعة وحاملات الطائرات الميسترال جمال عبدالناصر ،وأنور السادات، والفرقاطة فريم الفرنسية التي حملت اسم تحيا مصر .
وختاماً.. فأن العالم كله يدرك أن الرئيس “السيسي” لا يتكلم كثيراً فإذا تحدث فعل .. وأمامنا أكبر دليل ثورة 30يونيو التي استجاب السيسي منذ سبع سنوات إلي حشود الشعب المصري آنذاك و أمهل تنظيم الإخوان الدولي للجماعة الإرهابية (48) لتنفيذ مطالب الشعب المصري وحينها رفضت قيادات التنظيم تنفيذ مطالب الشعب ،فما كان من وزير الدفاع آنذاك إلا الوقوف والتصدي لتهديدات التنظيم الدولي للإخوان المدعوم من قطر وتركيا.