في مشهد ضبابي وغريب يظهر من الوهلة الأولي عدم المسئولية والمساواة في الحقوق وهذا الأقل في التعبير عن استمرار الموقف المستفز، زرات الوزيرة إعلامي شهير “ش.ك” بإحدي المستشفيات “د.ش” والتقطت معه بعض الصور التذكارية، وكأنه يحتاج لزيارتها أو رعايتها إلا تعلم الوزيرة كم راتب يتقضاها الإعلامي الشهير أو حجم شهرته أو ثروته التي تستطيع توفير علاج له في أكبر المستشفيات في العالم.
وهنا وجب أن نتسائل جميعا إذا كانت الوزيرة تقوم بعمل الواجبات الزيارية للمرضي وهذا ما رأيناه مؤخر ، كم مريض قمتي بزيارته منذ توليك الوزارة.. كم مستشفي تفقدتيها حتي الآن ، إلا تعلمي أن هناك أطفالا فقدوا حياتهم بسبب عدم وجود حضانات، إلا تعلمي كم مريض يموت يوميا بل كل ساعة بسبب نقص الدواء والمستلزمات الطبية وإهمال الأطباء ونقص الكوادر الطبية، هل تفقدتي يوما ما قسم الطوارئ في أي مستشفي حكومية ، يا سيدتي الفاضلة الموت أصبح السمة الأساسية في المستشفيات الحكومية، فالإهمال نخر في القطاع الطبي الحكومي حتي أوشك علي الانهيار.
أما القطاع الخاص فهو المصيبة الكبري فلا رقابة ولا رقيب عليه، فعند دخول المريض المستشفيات الخاصة يبدأ في نزيف المال والصحة لا علاج ولا صحة يحصل عليها، فنجد أطباء بلا خبرة ونظام علاج طويل المدي “عشان الزبون يقعد أطول فيدفع أكثر .. بيزنس يا سادة” إلا من رحم ربي، ناهيك عن حوادث سرقة الأعضاء وهي موثقة في محاضر الشرطة والقضاء ولا غبار عليها، إذا كتب النجاة للمريض وخرج فهذا قدر الله سبحانه وتعالي، وإذا وفاته المنية فالإجابة دائما فعلنا كل ما بوسعنا .. وعند البحث عن طرق العلاج المتبعة للمريض أثناء تواجده في المستشفيات الخاصة نجد كوارث هي بعيدة كل البعد عن القسم واحترام هذه المهنة السامية، التي طالما شرفنا بأصحابه ولا نزال نكن لهم كل الاحترام والتقدير.
دعونا يا سادة لا نعمم في اتهامنا للأطباء فهناك دائما في كل مهنة الصالح والطالح ، فالمسئولية تقع علي من يدير هذه المنظومة، فهناك أطباء علي قدر عالي من المسئولية، فمنهم من يعالج المريض دون أن يحصل علي إي مقابل، وإيضا من يحظي بحب المرضي لسماته الحسنة ورعايته الأخلاقية ومهارته في العلاج وسمعته الحسنة التي تسبقه في كل مكان يذهب إليه والأمثلة كثيرة، ولكن ربما حظهم قليل فلا يظلون في منصبهم وقتا طويلا رغم براعتهم في الإدارة بشهادة زملائهم والقيادات في الدولة.
يا من تتحكمون في خلق الله من منطلق سلطة وسلطان أعلموا أن من عادي مريضا من أجل خلاف ما فقد عادها الله ، وتيقنوا أن الكرسي فاني مثلكم، وأن القبور خير شهادة لكم، فخذوا من الموت عظة.
قدمنا من قبل الكثير من القصص والرويات التي نسجناها من الواقع، فنحن نعيش في دهاليز وأسرار الكبار لا نخشي في الله لومة لائم، في الحق سيفا، وفي الباطل درعا ، هاجمنا كبار الفاسدين، وكشفنا مستنقع فساد في أكثر من مكان ، فلدينا عزة النفس وسماحة القلب، فلا ننظر إلي مالا أو جاها أو سلطاننا، فمطلبنا رضا الله، ونصرة المظلوم.
وإلي هنا نختتم مقالنا ونتمني أن لا نكون قد أثقلنا عليكم ..
=
بدر عياد يكتب: بعد زيارتها لإعلامي شهير.. أين العدالة ؟! يا وزيرة الإهمال وضحايا الصحة
