أحمد عبد الكريم: “شيني” تستعيد مجدها بريادة صناعية وتكنولوجية وخطط طموحة

الدكتور أحمد عبد الكريم، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الخزف والصيني “شيني” في حوار للأنباء العقارية:-
“شيني” تعود بريادتها الصناعية. وانطلاقة قوية نحو التحول الأخضر والتصدير للأسواق العالمية
**تطوير شامل لخطوط الإنتاج باستخدام أحدث تكنولوجيات التصنيع العالمية
**تحسين جودة المنتج ليتناسب مع متطلبات السوق المحلي والعالمي
**مشاركة “شيني” في معرض الصناعة 2025 تؤكد عودة قوية للمنتج الوطني
**منتجات جديدة لـ”شيني” تجمع بين التصميم العصري والكفاءة العالية
**التحول نحو التصنيع الأخضر وترشيد استهلاك الطاقة والمياه
**زيادة الصادرات إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط خلال العام المقبل
**شراكات استراتيجية مع شركات محلية وعالمية لتعزيز القدرات التكنولوجية
**استراتيجية التسويق الجديدة تركز على التواجد القوي داخل المعارض الدولية
**نسعى لإعادة هيكلة شاملة وتحديث منظومتنا الإدارية والفنية وفق معايير حديثة
**نفتح أبوابنا أمام الشراكات وبروتوكولات التعاون لتحقيق نجاحات متبادلة
**خطة لتأهيل العمالة ورفع مهارات الفنيين داخل مصانع “شيني“
**دعم كامل من وزارة قطاع الأعمال العام لتطوير البنية الإنتاجية والتسويقية
**شيني” نموذج لنجاح التحول الصناعي في الشركات التابعة للدولة
**ابتكارات “شيني” تعيدها إلى الصدارة.. وأطقم حمامات بخامة مصرية 100%
**المنتجات اليدوية تفتح بابًا جديدًا للربحية والإبداع في “شيني”
**عبد الكريم: لا قروض جديدة.. وإعادة هيكلة شاملة لإنقاذ الشركة
**”شيني في شكل جديد”.. شعار النهضة الصناعية لخزف مصر العريق.
“شيني” كانت أول مدرسة متكاملة لصناعة الخزف في إفريقيا والعالم العربي.”
**واجهنا الإغراق والمنافسة غير العادلة.. ونجحنا في استعادة توازننا.”
**استثمارات تطوير البورسلين تتجاوز 1.5 مليار جنيه لضمان الاستدامة.”
**نسعى للاعتماد الكامل على الخامات المحلية وتقليل الاستيراد.”
**منتجاتنا تجمع بين التراث المصري والابتكار الصناعي الحديث.”
————
في ظل الطفرة الصناعية، التي تشهدها شركات قطاع الأعمال العام، تأتي شركة الخزف والصيني “شيني” كواحدة من أعرق القلاع الصناعية في مصر، التي استطاعت أن تحافظ على مكانتها الريادية في مجال الصناعات الخزفية والأدوات الصحية والسيراميك، منذ تأسيسها عام 1955 وحتى اليوم.
وقد لعبت الشركة دورًا محوريًا في دعم الصناعة الوطنية، عبر تقديم منتجات تجمع بين الجودة العالية والتصميم العصري والسعر التنافسي، لتواكب احتياجات السوقين المحلي والدولي.
في السنوات الأخيرة، شهدت “شيني” نقلة نوعية في الأداء والإنتاج والتسويق، ضمن خطة شاملة تستهدف رفع الكفاءة التشغيلية، وتحديث خطوط الإنتاج، وتوسيع قاعدة التصدير إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
وخلال مشاركتها المتميزة في معرض الصناعة للشرق الأوسط وأفريقيا 2025، الذي أقيم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت “شيني” حضورها القوي من خلال عرض أحدث منتجاتها التي تجسد التطوير الكبير الذي شهدته خلال الفترة الماضية، سواء في التصميم أو الخامات أو أساليب الإنتاج الصديقة للبيئة.
في هذا الحوار، يتحدث الدكتور أحمد عبد الكريم، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الخزف والصيني “شيني” عن تفاصيل خطة التطوير، واستراتيجية “شيني” للتحول نحو الإنتاج الحديث، ودورها في دعم توجه الدولة نحو التصنيع المحلي والتحول الأخضر، كما يكشف عن خطوات الشركة لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية، وحيث تسعى “شيني” تحت قيادته إلى استعادة مكانتها الرائدة في السوق المحلي والعالمي من خلال خطط تطوير طموحة تجمع بين الأصالة والابتكار.
وهكذا جاء الحوار التالي معه للوقوف على أبرز ملامح الانجاز والتطوير، داخل شيني وماضيها العريق ومستقبلها المشرق والخطط الطموحة التي يتبناها داخل الشركة..

وإلى نص الحوار:-
**بداية.. ما أبرز ملامح مشاركة شركة الخزف والصيني “شيني” في معرض الصناعة والنقل الذكي للشرق الأوسط وأفريقيا 2025؟ وما دلالة هذه المشاركة؟
شركة الخزف والصيني “شيني”، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، شاركت ضمن جناح وزارة قطاع الأعمال العام في معرض الصناعة للشرق الأوسط وأفريقيا 2025، حيث عرضت مجموعة من منتجاتها المتميزة في مجالات الأدوات الصحية وأدوات المائدة والسيراميك، التي تعكس التطور الكبير في جودة التصنيع والتصميم داخل الشركة.
وتأتي مشاركة “شيني” في هذا الحدث الصناعي الإقليمي تأكيدًا على قدرة الصناعات الوطنية على المنافسة إقليميًا ودوليًا، وتجسيدًا لجهود الدولة ووزارة قطاع الأعمال العام في توطين الصناعة وتحديث خطوط الإنتاج بما يتماشى مع المعايير العالمية. كما تعبر هذه المشاركة عن دور “شيني” كواحدة من الشركات الرائدة في الصناعة المصرية، وعن التوجه العام نحو تعزيز القيمة المضافة للمنتج المحلي ودعم التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030.
**ماذا عن الخطوات التي تتخذها شركة الخزف والصيني حاليًا لتطوير أدائها وتعزيز مكانتها داخل السوق؟
نحن في شركة الخزف والصيني، نسعى إلى تطوير سياساتنا وإعادة هيكلة منظومتنا الإدارية بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة. وقد قمنا بإنشاء إدارات حديثة ومتخصصة في مجالات متعددة، مثل إدارة المخاطر، والمسؤولية المجتمعية، والتصميم، وبحوث وتطوير الأنماط والخامات، وهي إدارات تعمل وفق معايير احترافية تضمن استدامة التطوير والجودة.
كما نفتح أبوابنا أمام الشراكات وبروتوكولات التعاون التي تحقق مكاسب متبادلة لنا ولشركائنا، إيمانًا بأهمية التواجد ضمن كوكبة من المستثمرين وشركاء النجاح، لبناء علاقات قوية وتحقيق إنجازات مشتركة.
رؤيتنا تمتد عبر أكثر من 70 عامًا من التجارب الصناعية والتجارية الغنية بالنجاح والانتشار، واليوم نقف على أعتاب مرحلة تطوير شامل إداريًا وفنيًا، نطرح من خلالها رؤية طموحة لتحديث غير تقليدي يقودنا نحو آفاق أوسع من النمو والتوسع داخل مصر وخارجها.
** كيف ترى الدور التاريخي لشركة شيني في الصناعة المصرية؟
شركة الخزف والصيني “شيني” تأسست عام 1955، وكانت في ذلك الوقت فريدة من نوعها في مصر وشمال إفريقيا، حيث جمعت بين إنتاج أدوات المائدة والأدوات الصحية والسيراميك في منظومة واحدة. هذا التنوع جعلها مدرسة رائدة في مجالها، إذ لا توجد شركة في العالم تجمع بين هذه القطاعات الثلاثة.
ومع مرور السنوات، واجهنا تحديات تتعلق بتراجع الطلب على أنواع معينة من البلاط، لكننا عوضنا ذلك بإنشاء مصنع متطور للسيراميك حقق أرباحًا بلغت 36 مليون جنيه سنويًا.
**ما أبرز الأزمات التي مرت بها الشركة خلال السنوات الماضية؟
مثل باقي الكيانات الصناعية، تأثرت “شيني” بالأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية، بدءًا من تعويم الجنيه الأول الذي تسبب في صعوبات استيراد الخامات، مرورًا بجائحة كورونا، وصولًا إلى تأثيرات الحروب العالمية على سلاسل التوريد.
كما واجهنا منافسة غير عادلة نتيجة سياسة الإغراق، حيث كانت بعض المنتجات المستوردة تُباع بأقل من سعر التكلفة. ورغم ذلك، نجحنا في تجاوز هذه التحديات واستعادة الاستقرار الإنتاجي والمالي تدريجيًا.
**كيف بدأت الشركة في استعادة مسارها الصحيح بعد فترات الخسارة تحت قيادتكم؟
كانت البداية بتأجير مصنع السيراميك بقيمة 4 ملايين جنيه شهريًا لضمان تدفق مالي مستقر، بالتوازي مع تطوير موديلات جديدة للبورسلين والأدوات الصحية.
كما أعددنا دراسات متكاملة لتطوير قطاع البورسلين باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه، بالتعاون مع شركات متخصصة في الأوراق المالية لضمان الحياد والشفافية، ونسعى لتعظيم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
**ما الخطط الخاصة بتطوير المصنع القديم واستغلال موارده؟
بدأنا في إنشاء خط إنتاج جديد لتصنيع الـ”ستون وير” داخل المصنع الصحي، مع الاستفادة من الوحدات القديمة لإنتاج خامات جديدة. كما اتجهنا إلى توطين الصناعة من خلال إنتاج خامات محلية بالكامل بديلة للمستوردة. وأدخلنا تصميمات حديثة مثل الأطباق الـ”أورجانيك”، وطورنا هوية الشركة بشعار جديد يعكس التطوير والابتكار.

**ماذا عن المنتجات الجديدة التي تراهنون عليها خلال الفترة المقبلة؟
نواكب العصر، ونعمل على إنتاج خطوط جديدة تحمل الطابع المصري الأصيل بروح عصرية، من أبرزها “القلل الصحية” لتبريد المياه بخامات طبيعية وآمنة تمامًا كبديل للبلاستيك. كما استوردنا ماكينة ليزر حديثة لحفر الصور على المنتجات، لإضفاء لمسة فنية متميزة تعكس الهوية المصرية في ثوب حديث. ونعمل على اعادة أمجاد الخزف المصري، وليس خافيا أن الشركة استعادت عافيتها تدريجيًا بعد سنوات من الخسائر والتحديات، وتسير بخطة تطوير شاملة تشمل إنشاء مصنع جديد، وإحياء التراث المصري في منتجاتها.
((رؤية المستقبل: منتج مصري ينافس عالميًا))
**ما أهدافكم خلال المرحلة المقبلة؟
نطمح لزيادة الإنتاج المحلي، ورفع جودة المنتج، وتوسيع قاعدة التصدير. ونركز على منتجات تناسب كل شرائح المجتمع، من الفئات الراقية حتى الأسواق الشعبية والمدارس، مع الحفاظ على الجودة والسعر المناسب. وهدفنا أن تستعيد “شيني” مكانتها كرمز للصناعة المصرية، وأن نُعيد إلى الخزف المصري بريقه محليًا وعالميًا. فشركة شيني” من الشركات الرائدة في المنطقة، تأسست منذ أكثر من 70 عامًا، وكانت الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا العام نحتفل بعيد ميلادها السبعين، وما يميزها أنها تضم ثلاثة قطاعات إنتاجية رئيسية في صناعة الخزف: أدوات المائدة، الأدوات الصحية، والسيراميك، ما يجعلها مدرسة متكاملة في هذا المجال الصناعي.
**يلاحظ الكثيرون غياب دعاية قوية لمنتجات “شيني”.. ما السبب؟
بالفعل، خلال فترة الإدارة السابقة تم تقليص حجم المعارض بشكل كبير، فتم إغلاق معرض طلعت حرب بوسط البلد وآخر بمصر الجديدة، وهو ما أدى إلى تراجع الوجود التسويقي للشركة.
أما حاليًا، فنحن نؤمن بأهمية الدعاية، لكننا نُرجئ إطلاق حملة كبيرة حتى ننتهي من المصنع الجديد، لأن أي حملة في ظل الطاقة الإنتاجية الحالية قد تُحدث ضغطًا على الطلب لا يمكن تلبيته فورًا، مما يسبب دعاية سلبية غير مقصودة.
نحن الآن في مرحلة إعداد وولادة منتج جديد، وسنطلق حملة دعائية كبرى فور جاهزية المصنع والموديلات الحديثة.
**كيف تصف الدعم الذي تتلقونه من الشركة القابضة ووزارة قطاع الأعمال؟
نحظى بدعم كبير من الشركة القابضة للصناعات المعدنية ومن وزارة قطاع الأعمال العام، وهناك متابعة مستمرة من الوزير بنفسه لملف تطوير “شيني“.
وقد ظهر ذلك خلال احتفالية “مصر الجديدة للإسكان والتعمير”، حين قام الوزير بتوزيع 70 طقمًا من أطقم “علاء الدين” المنتجة في “شيني”، في إشارة رمزية قوية لدعم الوزارة للشركة وحرصها على استمرارها في مسار التطوير.
**هل هناك نية لمشاركة القطاع الخاص في خطط التطوير المقبلة داخل شيني؟
بالتأكيد، المشاركة مطلوبة وهي ليست عيبًا بل توجه عام للدولة لتعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة.
المشاركة قد تكون من خلال طرح المشروع للاكتتاب العام أو من خلال المساهمين الحاليين أو عبر النشاط التجاري المباشر.
وشكل الاستثمار والتمويل سيتحدد بعد الانتهاء من دراسة الجدوى، لكن المؤكد أن المصنع الجديد سيشهد مساهمة حقيقية من القطاع الخاص إلى جانب الدولة.
**ماذا عن نشاط التصدير الحالي وخطط التوسع الخارجي؟
نصدر حاليًا المنتجات الصحية لأسواق لبنان وسوريا وليبيا، لكن توقفنا مؤقتًا عن تصدير البورسلين بسبب ارتفاع تكلفته وتقادم الماكينات.
ومع إنشاء المصنع الجديد، سيكون التصدير عنصرًا أساسيًا في خطة العمل، حيث أعددنا نظامًا خاصًا لكل دولة وحددنا وكلاء للتعامل المباشر معها.
كما نعمل على إعادة فتح أسواقنا التقليدية مثل السعودية وإسبانيا وإيطاليا، وقد أبرمنا بالفعل بروتوكولات تعاون جديدة لتوسيع وجودنا الخارجي رغم العقبات التنظيمية مثل وقف التراخيص مؤقتًا من هيئة التنمية الصناعية.
((العمالة قلب الصناعة.. وهدفنا زيادة فرص العمل لا تقليصها))
**ماذا عن وضع العمالة داخل الشركة حاليًا؟ ورؤيتكم للقادم بخصوصها؟
لدينا نحو 1000 عامل، وهو رقم نحتاج إلى زيادته لأن صناعة الخزف من الصناعات كثيفة العمالة. وبعض الشركات المنافسة تعمل بـ4000 عامل، بينما نحن ننتج بنفس الكميات بعدد أقل بكثير، رغم تقادم الماكينات.
نؤمن أن التكنولوجيا لا تلغي دور الإنسان، بل تكمله. ولذلك نحافظ على العمالة وندربها باستمرار، وسنزيد العدد تدريجيًا مع تشغيل المصنع الجديد.
كما نسعى لتقليل نسبة الخامات المستوردة التي تبلغ حاليًا نحو 50%، عبر الاعتماد أكثر على الخامات المحلية.
((ابتكارات جديدة ومسؤولية مجتمعية فاعلة))
**كيف تطبقون مفهوم المسؤولية المجتمعية في “شيني”؟
نعمل على تدريب طلاب المدارس الفنية، خصوصًا طلاب “مدرسة التوفير”، ليكونوا نواة لعمالة ماهرة في المستقبل. كما شاركوا معنا في معرض “تراثنا” الأخير، وندرب طلاب الجامعات على الجوانب التطبيقية والأمراض المهنية في بيئة العمل، بالتعاون مع كليات الفنون التطبيقية والعلاج الطبيعي. وهدفنا هو الدمج بين التعليم والصناعة، وبناء جيل جديد من الفنيين المتخصصين في صناعة الخزف.
((خفض الخسائر 7 ملايين جنيه.. وتحول تدريجي نحو الربحية))
**ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال السنوات الأخيرة وكيف تعاملتم معها؟
واجهنا خسائر بلغت 106 ملايين جنيه العام الماضي، وتمكنا من خفضها إلى 99 مليون هذا العام، وهو مؤشر واضح على التحسن. لكننا ما زلنا نواجه تحديات مثل ارتفاع الفوائد البنكية ومديونيات خارجية تُقدر بـ192 مليون جنيه لشركات أجنبية، لكننا نفكر خارج الصندوق.
ولذلك قمنا ببيع بعض مخزون السيراميك للمؤجرين، وسددنا ديونًا مقابل بضائع، كما أعدنا استخدام الكسر الصناعي كمادة مضافة في دهانات مقاومة للتآكل، ما يوفر عملة صعبة ويخلق فرصًا جديدة للربح.
**ماذا عن تفاصيل المصنع الجديد والعائد المتوقع منه؟
من المتوقع أن يحقق المصنع الجديد أرباحًا تصل إلى 25 مليون جنيه شهريًا وفق المؤشرات الأولية.
كما نعمل على رفع الأجور تدريجيًا لمراعاة الظروف المعيشية للعاملين، ونخطط لتوسيع شبكة المعارض التي تشمل حاليًا فروعًا في القاهرة والغردقة وأسوان ومسطرد والمؤسسة. كما حصلنا على موقع مميز في قرية التوفير بجوار متحف الحضارة، ونعمل على تصنيع أكبر طبق في مصر بقطر 53 سم كرمز لتطور الشركة.
**ما طبيعة التعاون مع المتحف المصري الكبير؟
قريبًا سيكون لنا جناح خاص داخل المتحف المصري الكبير، نعرض فيه منتجات مستوحاة من التراث الفرعوني والعربي والإسلامي، بجانب موديلات حديثة لرمضان وأعمال فنية أخرى. كما نتعاون مع سلاسل كبرى مثل “رنين” و”شاهين” و”كارينا”، وننتج لحساب جهات كبرى مثل الإنتاج الحربي وعمر أفندي وبنزايون. ونشارك كذلك في المعارض القومية مثل “تراثنا” و”لو مارشييه”، ونستهدف الأسواق الساحلية الجديدة مثل العلمين والسخنة بمنتجات “أوت دور” عالية الجودة.
**هل كانت للشركة رمزية خاصة في بداياتها؟
بالطبع، فقد شهد افتتاحها الرسمي بحضور الزعيم جمال عبد الناصر، وتم تطويرها لاحقًا بحضور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1985. كما ارتبطت الشركة بالفن المصري؛ إذ غنت لها شادية ومحمد طه في أعمال وطنية شهيرة، ما منحها بعدًا ثقافيًا وشعبيًا مميزًا.
* كيف تقيم الان أسباب التراجع الذي أصاب الشركة في مراحل سابقة من عمرها؟
التراجع بدأ نتيجة سوء الإدارة والبيروقراطية، وتعيين قيادات غير متخصصة، إضافة إلى تحديث الماكينات دون تطوير الموديلات، ما أفقد المنتجات جاذبيتها في السوق. كما تم تحويل أفران البورسلين إلى سيراميك، فانخفض الإنتاج من 180 طنًا إلى 50 طنًا فقط، ونتجت خسائر كبيرة.
**كيف واجهتم تلك التحديات بعد توليكم المسؤولية؟
عندما توليت المنصب، كانت الشركة مثقلة بالديون، تُقدّر بنحو 192 مليون جنيه للقطاع الخاص و200 مليون للقطاع العام، وماكينات متهالكة وهيكل إداري مترهل. بدأنا خطة إنقاذ تعتمد على إعادة الهيكلة، وتقليل الخسائر، وسداد المديونيات عبر إعادة الجدولة مع الجهات الدائنة، دون اللجوء لأي قروض جديدة من القابضة.
**كيف تسهم المنتجات اليدوية في دعم الشركة؟
نجحنا في تحويل كسر السيراميك إلى منتجات فنية فاخرة تُباع بأسعار متميزة. وبدأنا التعاقد مع علامات تجارية لإنتاج موديلات “برندات” خاصة، مع تطوير قسم بحوث الخامات لإنتاج مواد مصرية جديدة ذات جودة أعلى من المستورد.
**وماذا عن أبرز الابتكارات الأخيرة في خطوط الإنتاج؟
تمكنا من تصنيع أطقم حمامات من خامة مصرية 100%، وهي تجربة فريدة في السوق المصري، وستكون لها ردود فعل واسعة. كما نستخدم ماكينات الأدوات الصحية لإنتاج أدوات مائدة لأول مرة في مصر — وهي فكرة مبتكرة تحقق تكاملًا إنتاجيًا ذكيًا بين قطاعات الشركة.
**ما هو الهيكل الإنتاجي الحالي للشركة؟
“شيني” تضم ثلاثة مصانع رئيسية:
مصنع السيراميك مؤجر حاليًا بعائد 4 ملايين جنيه شهريًا.
مصنع الأدوات الصحية (الاستنوير)، يصدر منتجاته إلى لبنان، ليبيا، وسوريا، وهناك مساعٍ للتصدير إلى السعودية والسودان.
مصنع البورسلين، ويشمل أدوات الفنادق والعروسة والمجات والفازات، وهو المصنع الذي نعمل على تحديثه الآن.
**كيف تصفون الوضع المالي الحالي للشركة؟
الوضع المالي في تحسن مستمر. لم نحصل على أي قروض جديدة، ولدينا عائد ثابت من تأجير مصنع السيراميك، كما تمكنا من تقليل خسائر مصنع البورسلين بفضل خطوط الهاند ميد. التحدي الأكبر حاليًا هو السيولة وتدريب العمالة.
**أخيرًا.. كيف ترى مستقبل “شيني”؟
مستقبل “شيني” واعد. نحن لا نقول “شيني رجعت”، بل نقول “شيني في شكل جديد“. نراهن على الجودة، والإبداع، والخامات المصرية، ونهدف إلى توسيع الإنتاج والتصدير مع الحفاظ على تراث الشركة الذي تربت عليه أجيال من المصريين.

……………………………………………………………………………….
(((مشاركة شيني في معرض الصناعة والنقل الذكي))
شهد جناح وزارة قطاع الأعمال العام مشاركة قوية لشركاتها التابعة في معرضي الصناعة للشرق الأوسط وأفريقيا 2025 والنقل الذكي والبنية التحتية واللوجستيات 2025، واللذين أقيما تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 9 إلى 11 نوفمبر الجاري بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار “الصناعة والنقل معًا لتحقيق التنمية المستدامة“.
((تكامل الصناعة والنقل لتحقيق التنمية المستدامة))
وأكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال أن مشاركة شركات وزارة قطاع الأعمال العام في المعرضين تأتي تجسيدًا لرؤية الدولة في تحقيق التكامل بين قطاعات الصناعة والنقل كقاطرتين للتنمية المستدامة، وتعزيز سلاسل القيمة المضافة محليًا، بما يسهم في زيادة القدرة التنافسية للمنتج المصري إقليميًا ودوليًا.
وأشار إلى أن جناحي الوزارة يمثلان واجهة لعرض جهود التطوير والتحديث التي تشهدها الشركات التابعة، وما تقدمه من منتجات وطنية تعكس التقدم الصناعي والتكنولوجي في مصر.
((منتجات وطنية تعكس تطور الأداء الصناعي))
وفي معرض الصناعة للشرق الأوسط وأفريقيا 2025، شاركت الشركات التابعة للشركات القابضة بعدد من المنتجات المتنوعة، أبرزها:
- شركة الخزف والصيني “شيني”: أدوات المائدة الصحية والسيراميك.
شركة مصر للألومنيوم: منتجات متنوعة تلبي احتياجات قطاعات متعددة.
شركة الدلتا للصلب: منتجات مسبك الزهر والصلب المطوّرة.
شركة النصر للزجاج والبلور (مصانع ياسين سابقًا): أحدث منتجات الزجاج البلوري.
شركة كيما للأسمدة ومصر لصناعة الكيماويات: منتجات تدعم الزراعة والصناعات التحويلية.
شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى عبر علامتي “المحلة” و”نيت”: منسوجات ومفروشات منزلية فاخرة.
وأكد الوزير محمد شيمي، أن مشاركة قطاع الأعمال العام في هذين الحدثين الصناعيين الإقليميين تعكس ما يشهده القطاع من طفرة في الأداء وتحديث للإمكانيات الإنتاجية والتكنولوجية.
وأضاف أن الوزارة تمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز القدرات الإنتاجية والتنافسية للشركات التابعة، دعمًا للصناعة الوطنية كركيزة أساسية لبناء الاقتصاد المصري الحديث وتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.



