المعادى للتنمية والتعمير .. تخطينا ظروف صعبة

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها السوق العقاري المصري، تسعى الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام إلى تأكيد حضورها بقوة، والمنافسة بفاعلية من خلال مشروعات نوعية وخطط تطوير طموحة.
وتُعد شركة “المعادي للتنمية والتعمير”، إحدى شركات الشركة القابضة للتشييد والتعمير التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، نموذجًا واضحًا لهذه المحاولات الجادة، إذ تنفذ حاليًا خطة إنقاذ شاملة لإعادة بناء الثقة مع العملاء وتحديث آليات العمل والتسويق، بعد فترة من التحديات المالية والإدارية والفنية.
وفي هذا الحوار، كشف المهندس صادق سليمان، العضو المنتدب للشركة الرئيس التنفيذي الاتي:-
**التعامل مع العملاء من قبلكم قصة ناجحة ومختلفة تماما.. ماذا حدث؟

بالفعل وبالنسبة للعملاء، فقد تم وضع جدول محدد من قبل الشركة لتسليم الوحدات الخاصة بهم، والحمد لله، نجحت الشركة في الوفاء بتلك المواعيد، وخاصة في مشروع “المعادي فيو” بالشروق و”المعادي فالي” بالزهراء.
أما العملاء الذين كان لديهم قلق بشأن استلام وحداتهم، فقد قامت الشركة بوقف عملية البيع لتلك الوحدات، وتم فتح باب الاستبدال أمامهم. فعلى سبيل المثال، إذا كان العميل قد حجز وحدة في عمارة تحت الإنشاء وسيستغرق الانتهاء منها عدة شهور، وهناك عمارة جاهزة، فيمكنه اختيار استبدال وحدته بتلك الجاهزة. ويتم البيع بالأمتار، فإذا كانت الشقة المحجوزة 100 متر وتم استبدالها بمساحة أكبر، يقوم العميل بدفع الفرق في المساحة. كذلك تتم مراعاة تميز الوحدات، وقد يختار العميل وحدة أصغر، وفي هذه الحالة يسترد فرق السعر.
وفي حال كانت الوحدة الجديدة أكبر من وحدة العميل، يدفع فرق الزيادة في المساحة بسعر المتر الجديد، نظرًا لوجود فرق بين السعر القديم والحالي.

**هل كان لهذه الاجراءات أثر في استعادة الثقة بين الشركة وعملاءها؟

فعلا هذه الإجراءات التي قامت بها الشركة أعادت ثقة العملاء، وأثبتت أن المطور يتعامل بشفافية. ونتج عن ذلك أن العديد من العملاء قرروا الانتظار حتى استلام وحداتهم دون استبدالها بوحدات جاهزة، بسبب شفافية الشركة معهم. حتى من أراد استرداد قيمة الوحدة، قامت الشركة بردّ المبلغ دون خصم النسبة المنصوص عليها في العقد، وتم إصدار شيك بالقيمة فورًا. وقد كان ذلك واجبًا علينا لأن العميل يتعامل مع كيان كبير، وكان علينا أن نحافظ على اسم هذا الكيان.

**هل قدمت الدولة أي دعم للمطورين خلال تلك الفترة؟

الحكومة تدخلت بالفعل بعدة قرارات مهمة، أبرزها تعديل قوانين البناء والتراخيص، أبرزها إعطاء مهله زمنية للتسليم
، كما صدر القرار رقم 2184 لسنة 2022 لتنظيم العلاقة بين الشركات والعملاء، وتمديد مهل التسليم لبعض المشروعات، وهو ما ساعد في تخفيف الضغط على المطورين.

**هل بدأتم تنفيذ خطة إعادة هيكلة إدارية؟

نعم، أطلقنا خطة شاملة لإعادة الهيكلة، شملت تطوير نظم العمل، وتطبيق نظام إدارة الموارد الحديثةe.r.p، ضمن توجيهات وزارة قطاع الأعمال العام، وهو نظام يُطبق لأول مرة في شركة تابعة، ويهدف لقياس الأداء وتحقيق كفاءة أكبر في توظيف الموارد البشرية والمادية.

**ماذا عن مشروعات الشركة حاليًا؟

نعمل حاليًا على تسريع وتيرة التنفيذ في مشروع “المعادي فيو الشروق”، حيث نجهز لتسليم مجموعة من الوحدات خلال شهر يوليو المقبل، وكذلك استكملنا جزءًا كبيرًا من مشروع “المعادي فالي الزهراء”. كما أعدنا العمل بمشروع المنصورة المتوقف منذ سنوات بالتعاون مع شركة “العبد”، التي تمتلك سجلًا مميزًا في تنفيذ مشروعات الشركة.

**هل لجأتم إلى شركات تسويق متخصصة للترويج للمشروعات؟

بالفعل، تطبيقا لاستراتيجية وزارة قطاع الأعمال في التكامل بين الشركات، تم التعاقد مع شركة “ريال مارك” التابعة للشركة القابضة للتشييد والبناء، لتتولى التسويق الحصري لمشروعات الشركة، وذلك في إطار خطة شاملة لتحسين آليات الترويج، والوصول لشرائح أوسع من العملاء، من خلال الحملات المتخصصة وأساليب التسويق الحديثة.

**هناك مشروعات متأثرة بالتعديات.. كيف تتعاملون معها؟

لدينا أراضٍ في مناطق مثل عزبة خير الله وإسطبل عنتر تم التعدي عليها، ووقّعنا بروتوكولًا مع صندوق التنمية الحضرية لتطوير هذه المناطق، على غرار ما تم في منطقة “بطن البقر” سابقًا، حيث أسهمنا في مشروع الفسطاط . ونتعامل مع الملف في مسارين حسب خطة الدولة.

**هل توجد مشروعات جديدة على خريطة الشركة مستقبلًا؟

بجانب المشروعات الحالية، ندرس عدة فرص استثمارية بالتنسيق مع الشركة القابضة للتشييد والتعمير، ونعمل على استغلال الأراضي غير المستغلة، وإعادة توظيف بعض أصول الشركة لتعزيز العائد الاستثماري، وذلك ضمن خطة توسعية مدروسة ترتكز على ضمان الجدوى والعائد المستدام.

**كيف تقيّمون دعم وزارة قطاع الأعمال لكم في هذه المرحلة؟

الدعم كان كبيرًا ومحفزًا للغاية. الوزير محمد الشيمي يهتم ويدرس معنا كافة المعوقات، ويتبنى حلول لبعض الموضوعات مع الوزارت والجهات الحكومية، وهذا يقلل التكاليف ويؤدي الى الاكتفاء الذاتي ويساعد في سرعة الانجاز ضمن استراتيجية وزارة قطاع الأعمال.

**رسالة أخيرة لعملاء الشركة؟

نعد عملاءنا أن تكون “المعادي للتنمية والتعمير” عند حسن ظنهم. ما بدأناه ليس مجرد خطة طارئة، بل تحول حقيقي في منهج التفكير والإدارة.
نحن في الطريق الصحيح، وسنستمر في البناء على ما تحقق، والتوسع في مشروعاتنا، وتقديم منتج عقاري جدير بثقة المواطنين.

Scroll to Top