كشفت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول مكملات فيتامين د قد يساعد في إبطاء الشيخوخة على المستوى الخلوي، من خلال دوره في الحفاظ على طول التيلومير، وهو مؤشر حيوي رئيسي يُستخدم لتقييم عمر الخلية البيولوجي.
ما هو التيلومير ولماذا هو مهم؟
التيلوميرات هي نهايات واقية للكروموسومات، تُشبه الأغطية التي تحافظ على استقرار الحمض النووي أثناء انقسام الخلايا. مع تقدم العمر، تقصر التيلوميرات بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى تدهور وظيفة الخلايا وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل:
السكري من النوع الثاني
أمراض القلب والأوعية الدموية
ضعف المناعة
بعض أنواع السرطان
يرتبط تقصير التيلومير أيضًا بزيادة الالتهابات في الجسم، وهي عامل رئيسي في الشيخوخة وأمراضها المصاحبة.
نتائج الدراسة: تباطؤ في تقصير التيلومير
شملت الدراسة ما يقارب 900 مشارك ضمن تجربة موسعة، وقورنت فيها مجموعة تتناول مكملات فيتامين د بأخرى تتناول دواءً وهميًا.
النتائج أظهرت أن:
المجموعة التي تناولت فيتامين د شهدت تباطؤًا ملحوظًا في تقصير التيلومير خلال أربع سنوات
مكملات أوميغا 3 لم تُظهر تأثيرًا مشابهًا على طول التيلومير
الآليات المحتملة: دور فيتامين د في تقليل الالتهابات
يرى الباحثون أن الفوائد المرتبطة بفيتامين د قد تعود إلى خصائصه المضادة للالتهاب، والتي تلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة، منها أمراض المناعة الذاتية والسرطان. لكنهم يؤكدون أن هذه الفوائد ليست “سحرية”، بل تعتمد على وجود نمط حياة صحي شامل.
تحذيرات مهمة قبل تناول مكملات فيتامين د
على الرغم من النتائج المشجعة، يؤكد الأطباء على ضرورة:
عدم التسرع في تناول المكملات دون استشارة طبية
إجراء تحليل لنسبة فيتامين د في الدم قبل البدء في استخدام المكملات
الالتزام بالجرعات الموصى بها، لأن الجرعات الزائدة قد تسبب تسممًا وأعراضًا صحية خطيرة
من هم المستفيدون الأكثر من مكملات فيتامين د؟
تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين:
يعانون من معدلات التهابية عالية
معرضون لخطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالالتهاب
قد يستفيدون بشكل خاص من تناول مكملات فيتامين د تحت إشراف طبي.
مصادر طبيعية لفيتامين د
لتعزيز مستويات فيتامين د بطرق طبيعية، يمكن التركيز على:
أشعة الشمس: التعرض اليومي المعتدل للشمس
الأسماك الدهنية: مثل السلمون، الماكريل، السردين
صفار البيض وكبد البقر
الفطر المعالج بالأشعة فوق البنفسجية
الأطعمة المدعمة: مثل الحليب والزبادي وحبوب الإفطار
خلاصة علمية
فيتامين د قد يكون أداة فعالة في دعم صحة الخلايا وإبطاء الشيخوخة البيولوجية، لكن الاعتماد عليه وحده لا يكفي. تظل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة، والنوم الجيد من الأسس الجوهرية لحياة صحية أطول.