حذّرت دراسات طبية من التفاعل المحتمل بين القهوة الصباحية وبعض الأدوية الشائعة، إذ يمكن أن تؤثر القهوة على طريقة امتصاص الجسم للعقاقير، وتُضعف من فعاليتها، خاصة عند تناولها في وقتٍ متقارب معها.
تأثير القهوة على امتصاص الأدوية
بحسب مراجعة بحثية حديثة، فإن شرب القهوة قد يغيّر من امتصاص وتوزيع واستقلاب بعض الأدوية في الجسم، ما يؤدي إلى تقليل فعاليتها أو زيادة آثارها الجانبية. وفيما يلي أبرز الأدوية التي لا يُنصح بتناولها مع القهوة:
1. أدوية الغدة الدرقية
أدوية مثل “ليفوثيروكسين” تُستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية، وقد يتسبب تناولها مع القهوة في تقليل امتصاص الجسم لها بنسبة تتجاوز النصف. هذا الانخفاض الحاد في الامتصاص قد يؤدي إلى عدم تحقيق التوازن الهرموني المطلوب، ما ينعكس سلبًا على الحالة الصحية للمريض.
2. أدوية البرد والحساسية
تحتوي العديد من أدوية البرد والحساسية، مثل السودوإيفيدرين، على مواد منبهة للجهاز العصبي، كما أن القهوة تحتوي على الكافيين، وهو منبه أيضًا. هذا التفاعل قد يؤدي إلى زيادة الأرق والتوتر. كما يُحذر من تناول أدوية مثل “فكسوفينادين” مع القهوة بسبب التحفيز الزائد للجهاز العصبي المركزي.
3. أدوية السكري
القهوة، وخاصة عند إضافة السكر أو الحليب إليها، قد تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم، مما قد يُضعف من فعالية أدوية السكري. كما أن الكافيين يمكن أن يرفع مستويات الإنسولين والسكر، ويزيد من صعوبة التحكم في مستويات الجلوكوز، ما يُهدد بحدوث مضاعفات خطيرة.
4. أدوية الزهايمر
أدوية مثل “دونيبيزيل” و”ريفاستيجمين” و”غالانتامين”، التي تُستخدم لعلاج مرض الزهايمر، قد تتأثر أيضًا بتناول القهوة. فالكافيين يمكن أن يضعف تأثير هذه الأدوية عن طريق تقليل وصولها إلى الدماغ، ويُضعف من حماية الناقل العصبي “أستيل كولين”، ما قد يؤدي إلى تدهور الحالة الإدراكية للمريض.
استشارة الطبيب ضرورة
يشدد الخبراء على أهمية استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول القهوة مع الأدوية، خاصة في حالة الأدوية الحساسة للتفاعل مع الكافيين. وقد يكون من الأفضل الفصل الزمني بين تناول القهوة والدواء، أو تغيير نمط تناول المشروبات الصباحية لتجنب التفاعلات الضارة.