
رحيل هادئ في ليما عن عمر يناهز 89 عامًا
أعلنت عائلة الكاتب الإسباني-البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب، عن وفاته الأحد في العاصمة البيروفية ليما، عن عمر يناهز 89 عامًا. وجاء إعلان الوفاة في رسالة نُشرت عبر منصة “إكس”، كتبها نجله البكر ألفارو ووقعها شقيقه غونزالو وشقيقته مورغانا.
وأوضحت العائلة في الرسالة: “بحزن عميق نعلن وفاة والدنا ماريو فارغاس يوسا في ليما بهدوء، محاطًا بعائلته”.
شائعات حول تدهور حالته الصحية في الأشهر الأخيرة
خلال الأشهر الماضية، تداولت وسائل الإعلام والمقربون شائعات عن تدهور الوضع الصحي للكاتب، لا سيما بعد انسحابه من الحياة العامة وابتعاده عن الظهور الإعلامي.
وفي أكتوبر الماضي، صرّح نجله ألفارو أن والده “شارف على التسعين، وهو عمر ينبغي فيه التخفيف من نشاطاته”، من دون أن يوضح تفاصيل حالته الصحية، مما زاد من التكهنات حول وضعه.
فارغاس يوسا.. من الطبقة المتوسطة إلى العالمية
ولد ماريو فارغاس يوسا في بيرو لأسرة من الطبقة المتوسطة، وبرز اسمه كأحد أعمدة “الفورة الأدبية” في أميركا اللاتينية خلال الستينات والسبعينات. وشارك في هذه الموجة إلى جانب أسماء أدبية كبرى، أبرزها الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز، والأرجنتيني خوليو كورتازار.
وقد أسهمت أعماله الأدبية في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية في أميركا اللاتينية، مما أكسبه شهرة واسعة داخل المنطقة وخارجها.
جائزة نوبل وتقدير عالمي لمسيرته الأدبية
نال فارغاس يوسا جائزة نوبل للآداب، وهي أعلى تكريم أدبي عالمي، تكليلًا لمسيرته التي امتدت لعقود، وتميزت بغزارة الإنتاج وعمق الطرح. وقد أُدرج اسمه في مصاف كبار الكُتّاب العالميين الذين نقلوا هموم شعوبهم إلى العالم من خلال الأدب.
أبرز روايات ماريو فارغاس يوسا التي صنعت مجده الأدبي
من أشهر روايات فارغاس يوسا، رواية “حفلة التيس” التي تتناول ديكتاتورية تروخيو في جمهورية الدومينيكان، وتُعد من أبرز أعماله السياسية. كما برزت روايته “مديح الزوجة الثانية” التي أثارت جدلًا واسعًا لعلاقتها بحياته الشخصية.
كذلك تُعد رواية “البيت الأخضر” من أبرز ما كتب، وقد نالت استحسانًا نقديًا واسعًا، إضافة إلى رواية “من قتل بالومينو موليرو؟” التي عالج فيها مواضيع الجريمة والفساد في المجتمعات اللاتينية.
علاقة متوترة مع الحياة السياسية
إلى جانب أدبه، كان لفارغاس يوسا حضور لافت في المشهد السياسي، إذ خاض الانتخابات الرئاسية في بلاده وخسرها، وظل حتى السنوات الأخيرة من حياته يعبر عن مواقف سياسية مثيرة للجدل في عدد من القضايا.
أدب باقٍ رغم الغياب
برحيل ماريو فارغاس يوسا، يفقد العالم أحد أبرز ممثلي الأدب اللاتيني الحديث، إلا أن إرثه الأدبي سيبقى حيًا في وجدان القراء، سواء من خلال رواياته الشهيرة أو مواقفه الجريئة التي كانت دائمًا محل نقاش.