تعد العلاقات المصرية ـ النرويجية نموذجا لعلاقات التعاون بين الدول، كما تتسم بالتشاور المستمر بين مسئولى البلدين فى مختلف القضايا، خاصة تلك المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط، وفى مقدمتها بالطبع القضية الفلسطينية.
وتعد الزيارة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى للنرويج أول زيارة لرئيس مصرى منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1936؛ والزيارة لها أهمية خاصة ؛و تنظر النرويج إلى القاهرة باعتبارها تلعب دورا مهما ومحوريا فى عمليات السلام وحل النزاعات، خاصة فى الشرق الأوسط.
وزيارة الرئيس السيسي ستكون فرصة مواتية لمناقشة الأزمة فى غزة ومناقشة إمكان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والوضع الإنسانى فى القطاع.
والوضع المضطرب فى الشرق الأوسط بشكل عام، فضلا عن الأزمة فى السودان، والحرب الروسية الأوكرانية. كما سيكون التعاون بين مصر والنرويج فى ملف التحول الأخضر والطاقة المتجددة وقضايا الأمم المتحدة الحالية على جدول الأعمال.
هذه الزيارة تعد شهادة على علاقاتنا الثنائية الوثيقة والتعاون فى العديد من المجالات المهمة؛والطاقة المتجددة والتحول الأخضر سيكونان على جدول الأعمال، والحاجة إلى نظام قائم على القواعد واحترام القانون الدولي. ويعد التعاون فى مجال الطاقة الجديدة من أهم مجالات التعاون بين البلدين، حيث تنفذ واحدة من كبرى الشركات النرويجية العديد من مشروعات الطاقة المتجددة الرائدة فى مصر والمنطقة.
وكان الرئيس السيسى ورئيس الوزراء النرويجى قد أطلقا المرحلة الاولى من المشروع بقدرة 100 ميجاوات خلال مؤتمر (كوب27) الذى استضافته مصر، وهو مشروع قيد التشغيل حاليا. فضلا عن عدد من المشروعات الأخرى فى مجال الطاقة المتجددة، مثل انتاج الميثانول الأخضر، وهو المشروع الذى سيسهم فى إنشاء منشأة خضراء لتزويد السفن بالوقود عبر قناة السويس.
ومشروع آخر قيد التنفيذ، وهو نظام جديد لتخزين الطاقة الشمسية، والبطاريات، سيكون الأول من نوعه فى مصر.
وتحظى العلاقات الثقافية بين البلدين بمكانة خاصة، وليس أدل على ذلك من اختيار النرويج ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام لأول مرة، وحضور الأميرة «ميتى مارتي» قرينة ولى عهد النرويج ووزير الخارجية افتتاح المعرض.
بدأت العلاقات الاقتصادية بين مصر والنرويج تأخذ مسارا أفضل بعد التوقيع على اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الأفتا “النرويج، أيسلندا، سويسرا، وليشتنشتاين” عام 2007، في إطار حرص مصر على توطيد التعاون التجاري مع دول منطقة شمال أوروبا .
ارتفعت قيمة الصادرات المصرية للنرويج خلال عام 2021 إلى 17.4 مليون دولار مقابل 13.9 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 25.6 %.
بلغت قيمة الواردات المصرية من النرويج 312.7 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 356.5 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 12.3 %.
سجل التبادل التجاري بين مصر والنرويج 330.1 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 370.4 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 10.9 %.
حجم الصادرات المصرية للخضروات لدول النرويج بلغ نحو 1.5 مليون دولار. في حين سجل صادرات قطاع المنسوجات والملابس القطنية نحو 1.1 مليون دولار .
أهم مجالات التعاون مع الجانب النرويجي تشمل قطاعات البترول والطاقة والغاز، والنقل البحري والشحن وبناء السفن، بجانب الثروة السمكية والاستزراع السمكي .
أهم الصادرات المصرية للنرويج تشمل الفاكهة، مثل: العنب، البلح، التين، الموالح، بجانب الخضراوات والملابس والسجاد، كما أن هناك فرصة لتصدير بعض المنتجات المصرية الأخرى، مثل الورود والأزهار والأثاث والملابس والأحذية والمواد الكيماوية والسيراميك، بالإضافة إلى الحرف اليدوية