مشاعر العيد

كثيرا ما نتذكر عندما كنا صغارا كيف كنا ننتظر العيد بجوار ملابسنا الجديدة وكيف كنا نستمتع بأبسط الأشياء ونسعد بها وكيف كانت علاقاتنا الانسانية أكثر صدقا وكيف كانت الرحمة والمودة والإحساس بالآخر مكونا أساسيًا لتلك العلاقات ، وكيف كانت تسود أجواء الفرحة والبهجة مع حلول الأعياد .. ماذا تغير بداخلنا ولماذا لم يعد يشعر البعض بهذه الفرحة كلما تقادم الزمن رغم انه قد تكون معطيات الواقع الحديث أكثر إبهارا .. ربما لفقدان بعض الأحباء يتغير إحساسنا بالأشياء ، أم أنها إحباطات الحياة وفرط التوقعات أم أن تطور وسائل التواصل الحديثة جعلت الأشخاص أكثر استغراقا مع الذات وانغلاقا رغم انها من المفترض ان تكون جسورا للتواصل ، أم ان فكرة الحنين للماضي دائما تتوارثها الأجيال حيث يظل للماضي سحره وعبقه الخاص ، أم أن ضغوط الحياة جعلت الكثر من الاشخاص يستسلمون لإحساس الإحباط واليأس ولاسيما بعد أن أصبحت الكثير من العلاقات قائمة على اساس المصالح ، وغلبة الطابع المادي على كثير من التعاملات وغياب الجانب الانساني في سباق الحياة الذي يفقد الانسان الاحساس باللحظة ويجعله في حالة بحث دائم عن السعادة المفقودة
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا نفعل عندما يهدد القلق لحظاتنا السعيدة ؟ الحقيقة انه ينبغي لنا ان نختلس من الزمن أوقات السعادة بأن يركز الانسان على ما يجعله سعيدا بدلا من التفكير في الأشياء السلبية وأن يصنع الانسان فرحته بنفسه حتى ولو بأبسط الأشياء وأن يكتشف الانسان نفسه ويبحث في داخلها عما يسعده سواء كان بالقراءة او لقاء الاصدقاء او السفر أو ممارسة الهوايات أو دعوة العائلة أو الأصدقاء للعشاء ، كما أن في متعة العطاء إحساس بالسعادة لا يعرفه الاشخاص الذين يعيشون لأنفسهم فقط ، ولاشك ان السعادة الحقيقة تكون في الرضا الذي قد يجعل من رحلة الحياة أعيادًا متكررة وتجعل من كل يوم يحقق فيه الانسان انجازا أو نجاحا أو يساعد فيه محتاجا عيدا حقيقيا . وعيد الأضحى هو عيد الفداء والتضحية ، فلنجعله فرصة لتقوية روابط المحبة في الأسرة والمجتمع
أدام الله عليكم فرحة الأعياد وجعلها أيام سعادة وفرحة ، وكل عام وانتم بخير.

Scroll to Top