مهارات الإدارة الناجحة

كثيرا ما يتبادر الى الاذهان بعض التساؤلات حول معايير الادارة الناجحة والتي تجعل من بعض الشركات كيانات ناجحة في حين يكون غياب تلك المعايير سببا في عرقلة مسيرة النجاح وعدم تحقيق الاهداف لدى البعض الآخر ، وتعرف الإدارة بأنها فن الحصول على أقصى النتائج بأقل جهد بالاستغلال الامثل للموارد المتاحة ، وهي القدرة على اتخاذ القرار المرتبط بحل المشكلات ، وهنا يتبادر إلى الأذهان هل كل مدير هو قائد أم أن هناك فروقات بين كلا المسميين ؟
والحقيقة ان هناك اختلاف كبير بينهما ، فالمدير يستمد سلطته من منصبه أما القائد يستمد سلطته من الأفراد ومدى قدرته على التأثير وتحفيز أتباعه حتى يحبوا ما يعملون ، والمدير يعمل على تحقيق الأهداف التي تعكس الرؤية أما القائد فهو يلهم أتباعه في الوصول إلى الرؤية بالابداع والابتكار ، والمدير عادة يسعى إلى وضع تصور للمدى القريب أما القائد فلديه بعد النظر والرؤية المستقبلية القائمة على الخبرة والحدس والمخاطرة المحسوبة لتحقيق التميز ، ويسعى المدير إلى الحفاظ على الوضع الحالي بينما يسعى القائد إلى التغيير والتطوير والريادة ، والمدير يواجه المخاطر أما القائد فيقتحمها ويرى فيها فرصة يمكن استغلالها .
والمدير قد يستبد في تطبيق اللوائح والانظمة في حين ان القائد يستمد قوته من الكاريزما الشخصية وقدرته على التأثير في الاخرين وهو قبل كل شيء إنسان يراعي ظروف العاملين ويستطيع إدراك الفروق الفردية والتعامل بذكاء معها من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ويستكشف المهارات الفردية لكل شخص ويحسن استغلالها فالمدير لديه موظفين أما القائد فلديه أتباع وفريق عمل .
ومن سمات الإدارة الفاشلة عدم تحفيز العاملين ماديا أو معنويا ومراقبتهم في كل صغيرة وكبيرة مما يبث الخوف والتوتر مما يؤثر على مستويات الأداء وفقدان الدافعية للإنجاز ، وتغذية أجواء العدائية والمشاحنات والاعتماد على فكرة فرّق تسد ،وترشيح الموظف بناء على ثقة الإدارة به وليس على عنصر الكفاءة والاستحقاق ، ومن معايير الفشل ان ينسب المدير النجاحات لنفسه وليس لأعضاء الفريق وينسب الاخفاقات لهم دائما ، وعدم الاهتمام باحتياجات الموظفين وظروفهم الخاصة والاستبداد في تطبيق اللوائح والانظمة دون رحمة ، والاعتماد على استقطاب بعض العناصر لمراقبة الاخرين ونقل الاحاديث وإعطائهم بعض الامتيازات على حساب زملائهم مما يخلق أجواء التشاحن والتوتر في بيئة العمل ويحول دون تحقيق المنظمة لأهدافها .
والحقيقة ان انطباعات الجمهور الخارجي من الاشخاص المتعاملين مع مقدمي هذه الخدمة ستكون سلبية بالتبعية فلن تصلح البيئة الخارجية إذا كانت البيئة الداخلية تسودها هذه الروح ، وسيؤثر ذلك بالسلب على صورة المنظمة لدى عملائها ومدى قدرتها على تحقيق الأهداف .
فكل قائد هو مدير وليس كل مدير قائد .
فالكل يتحدث عن بناء علاقة مع العملاء ، والحقيقة انه ينبغي أن تبني علاقة مع موظفيك أولا فأعظم رصيد للشركات هو طاقم موظفيها ، فإذا كنت ترغب في حدوث شيء ما فعليك ان تجعل الناس قادرين وراغبين في حدوثه .
الإدارة فن وعلم وأخلاق

Scroll to Top