عالم المرأةمقالات

الدراما الرمضانية ٢٠٢٤ وعودة الريادة

بقلم/ د. عبير عزي

لاشك أن الدراما الهادفة هي أحد وسائل القوى الناعمة التي تسهم في بناء الوعي الجمعي وتعزيز الهوية الثقافية وتعبئة الرأي العام في أوقات الأزمات ، ويعتبر الفن أحد أدوات تشكيل الوجدان والفكر والثقافة وذلك لما للصورة المتحركة من جاذبية ولاسيما مع وجود النص الفني وأدوات التأثير المختلفة التي تسهم بشكل كبير في خلق الوعي بقضايا المجتمع ولاسيما في المجتمعات التي ترتفع فيها نسبة الأمية . ومنذ فترات سابقة انحرف المسار الفني إلى المنزلق التجاري بعيدا عن الفكر والعمق والموروث الثقافي والتاريخي لمصر ، إلا أن صناعة الدراما المصرية شهدت في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة ولاسيما في الأعمال الدرامية الرمضانية على مستوى الإنتاج والكتابة والإخراج ودخول دماء شابة وظهور أعمال جادة ومتنوعة لتعود الدراما المصرية الى مسارها الصحيح ولاسيما الأعمال التاريخية مثل مسلسل “الحشاشين” حيث غابت المسلسلات التاريخية عن الخريطة الرمضانية لسنوات عديدة ليعود هذا العمل ويبعث فيها الحياة من جديد من خلال عمل تتوفر به كل عناصر الإبداع من إنتاج ضخم وممثلين متمكنين من أدواتهم وإخراج يضاهي الأعمال الفنية الأجنبية من حيث الحرفية ودقة التفاصيل .ولاشك أن الدراما التاريخية غابت منذ فترة في خريطة الأعمال الفنية لتغيب بدورها عن ذاكرة الأمة وعن وجدان النشء ، وعادت لتحيي الأمل من جديد من خلال هذا العمل الفني ليجدد الأمل في عودة الدراما المصرية للصدارة بعد انتشار وسيطرة الاعمال الفنية المنسوخة عن مسلسلات تركية أو تلك المدبلجة لتؤكد أن المصريين هم أصل صناعة الفن العربي ، كما تزخر الخريطة الرمضانية بأعمال مختلفة مثل مسلسل مليحة الذي يتناول قضية الساعة وكل ساعة وهي القضية الفلسطينية ، ومنها ما هو عصري يتناول قضايا السوشيال ميديا مثل مسلسل عتبات البهجة ، ومنها دراما الأطفال مثل مسلسل يحيى وكنوز وغيرها من الأعمال التي شكلت وجبة فنية متكاملة ما بين الدراما والأكشن والكوميديا والدراما الاجتماعية .
والمشكلة من وجهة نظري تكمن في حصر هذا العدد الكبير من المسلسلات في موسم واحد فقط وترك بقية المواسم مما يضعف من فرص مشاهدة الأعمال المختلفة والسبب خلف حشو الخريطة الرمضانية هو الاعلان وتزاحم المعلنين لشن حملاتهم الاعلانية خلال الشهر الفضيل . حيث هناك فرق بين الزخم والتخمة ، فالزخم يخلق حالة من التنوع مطلوبة ، أما التخمة فمعناها تكتل عرض الاعمال في موسم واحد مما يفقدها فرص المشاهدة .
عاشت الدراما المصرية دائما في الصدارة وعاش الفن المصري الهادف أداة للوعي والحضارة وبناء الشخصية وتحقيق التنمية والتقدم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى