مقالات

الكذب أسلوب حياة

بقلم/ أحمد محفوظ

لقد أصبح كثير من الناس، يأخذون أسلوب حياتهم ومعلوماتهم من خلال الفيديوهات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، التى تحتوى فى الغالب على معلومات خطأ وغير حقيقية، لأن أغلب تلك المعلومات تكون من أشخاص غير متخصصين، لا تمتلك لا معلومة ولا اى نوع من أنواع المعرفة، ولكن ما يهمها أن تلعب بشكل نفسى وعاطفي، على ما لديك من مشاكل حتى يستطيع شد الإنتباه.
وهنا يقوم بوضع معلومات خطأ حتى تتماشى معك، هنا تجد نفسك بدون ما تشعر تقوم بعمل اعجاب بالفيديو ، وكمان مشاركة وينتشر الفيديو الذى يحمل معلومات خطأ، وتتحول المعلومة الخطأ الى حقيقة وتصبح واقع فى المجتمع رغم أنها خطأ.
وفى الوقت نفسه، لن يعجبك من يقول لك الحقيقة، لأن النفس البشرية أو أغلبها تحتاج ما يتواكب معها لتكون مبرر لها على ما تقوم به من أخطاء، لذا لن تنظر ولا تشاهد من يحاول أن يقول لك الحقيقة، والتى قد تحمل معلومات دينية وقانونية.
أو أى نوع من أنواع المعرفة التى تعتمد على معلومات صحيحة. وهذا للأسف يؤدى إلى عدم نجاح تلك الفيديوهات وعدم وصولها إلى الناس لأن من يقوم بعمل اعجاب لها عدد محدود جدا.
وهنا نجد أنه تم اختفاء المعلومات الصحيحة، مقابل انتشار المعلومات الخطأ، أى أن الكذب بقى حقيقى. والحقيقه أصبحت لا تمثل الحقيقة! بعدما قامت مواقع التواصل الاجتماعي بقلب كل شئ.
للأسف هذه هى الحقيقة، التى نعيش فيها وهذا يحدث ليس فقط على مستوى الأفراد والمجتمعات الصغيرة، لا بل إنه يحدث حتى على مستوى الدولى
وأبرز هذه الموضوعات. يتمثل فى الحرب الروسية الاوكرانية، التى نجحت مواقع التواصل الاجتماعي أن تصور للعالم أنه يجب الدفاع عن أوكرانيا لأنها تدافع عن نفسها، وهى نفسها تلك الوسيلة التي تصور للعالم أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الشعب الفلسطينى الإرهاب!!
أى أن تلك الوسيلة، نجحت فى أن تحول الكذب إلى حقيقه والحقيقه إلى كذب.
وهذا ما تحدث عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: [ستكون، أو قال: سيأتي على الناس، بين يدي الساعة.. سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة”.. قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة].
هذا الحديث علم آخر من إعلام النبوة، وخبر صادق من الذي لا ينطق عن الهوى، وإخبار بغيب لم يقع كيف يقع حين يقع، وهو واقع لا محالة، وقد وقع كما أخبر ووصف صلوات ربي وسلامه عليه.. والأمر كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى}.
وهكذا بين صلوات الله وسلامه عليه، أنه بين يدي الساعة تتغير الأحوال، وتتبدل المفاهيم، وتنقلب الموازين.. ويعيش الناس في خديعة كبيرة، لا يعرفون صادق الناس من كاذبهم، ولا أمين القوم من خائنهم.
هذا للأسف هو الواقع الذى نعيش فيه الآن وخير دليل على ذلك أن هذا المقال نفسه لن يكون له قبول عند أكثر من عشر أفراد.
لكن لو كان مقال يحمل معلومات غير حقيقية. مثل تلك النوعيات التى يتم تقديمها الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، أو البرامج التليفزيونية كانت سوف تصل نسبة من يقومون بقراءته للآلاف.
ومن لا يصدق هذا الكلام، فلينظر إلى المتابعين لشخص مثل حمو بيكا، أو رضوى وغيرهم والأمثلة كثيرة ولا تعليق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى