
في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية وتصاعد حدة الأزمة الخاصة بالأوضاع في غزة مع تزايد موجات القصف الإسرائيلي على هذا القطاع والجرائم المأساوية التي يرتكبها الجانب الاسرائيلي ضد الانسانية يتبادر إلى الأذهان فكرة تطور أشكال وآليات الحروب على مدار التاريخ ، حيث مرت فكرة الحرب بمجموعة من التطورات على مدار الزمن لتشمل حروب الجيل الأول التي كانت تدور في ساحات القتال بين جيشين نظاميين لدولتين باستخدام الآلية العسكرية في أرض المعركة وهو الشكل التقليدي للحروب ، مرورا بالجيل الثاني للحروب والذي كانت تدور بين قوات جيش نظامية من جانب وقوات دفاع اخرى غير نظامية في شكل حرب العصابات ، ثم ظهور حروب الجيل الثالث وهي الحروب الاستباقية التي كانت تباغت فيها دولة دولة أخرى بضرب بعض مراكز القوة المستهدفة لشل أنظمة الدفاع وعادة ما يتوفر فيها عنصر المفاجأة ، لنشهد في تطور خطير لاحق فكرة حروب الجيل الرابع وهي حروب أكثر دهاء لا تعتمد في الاساس على استخدام القوة بمفهومها التقليدي ولكن باستخدام أدوات أكثر ذكاء ودهاء في توجيه ضربات غير مباشرة ومن أمثلتها الحرب النفسية وحرب الشائعات واستخدام الإعلام الدعائي للترويج للأكاذيب والتضليل وكذلك زرع وتغذية العمليات الارهابية في بعض المواقع المستهدفة ، وظهور ما يسمى بفكرة الكتائب الالكترونية كأداة لتحقيق اهداف غير مشروعة وبث الأكاذيب والمعلومات المزيفة .
ويحاول العدو استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في إدارة الحرب من خلال التضييق على القضية الفلسطينية وحظر النشر وتخفيض معدلات المشاركة والوصول للناشطين من اصحاب الحق من الجانب الفلسطينى وقطع خطوط الانترنت وغيرها من أساليب الضغط ،ومع ذلك لم تنجح تلك المحاولات في تكميم الاصوات وإيصال الصوت الفلسطيني الى العالم بأسره بدليل زيادة اعداد المتظاهرين في شتى انحاء العالم التي تندد بما يفعله المعتدين وتطالب بوقف الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها تلك القوات الغاشمة .
وما نؤكد عليه آن وسائل الاعلام الجديدة وفي مقدمتها الانترنت فتحت مجالا لم يكن موجودا من ذي قبل لإيصال الصوت العربي إلى العالم بأسره مهما كانت هناك محاولات لتضييق الخناق وكبت الحريات وبنفس الأداة التي يحارب بها الأعداء ستتحول الى ساحة لوصول الصوت العربي وكسب التأييد الدولي لانهم لن يستطيعوا فرض السيطرة على هذا الفضاء المفتوح ، وستستمر مسيرة الكفاح ولن يضيع حق وراء مطالب وستكون الحرب بنفس السلاح حتى يتحقق النصر بإذن الله
حفظ الله مصر وحفظ الله فلسطين ، وما النصر إلا من عند الله .