د. عبير عزي تكتب// وسائل الاعلام الجديدة وصناعة الترند

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد مظاهر الإعلام الجديد والتي سمحت للمستخدم ان يصبح صانعا للمحتوى بعد أن كان مجرد متلقي للمعلومات عبر وسائل الاعلام التقليدية ومن هنا أصبحت فكرة التفاعلية أحد أهم مميزات الاعلام الجديد .
ومع تزايد معدلات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح اهتمام الكثير من صانعي المحتوى هو صناعة الترند من خلال الوصول الى قمة نتائج البحث من خلال توجيه وحشد الجمهور للاهتمام بموضوع ما
وأصبح الشغل الشاغل لدى البعض هو كيفية صناعة الترند مع عدم المبالاة إذا كان يستحق النشر أم لا ، وأصبح المستفيد الوحيد منه هو صانع الترند الذي يسعى الى تحقيق الأرباح من خلال زيادة أعداد المشاهدة والتفاعل بغض النظر عما إذا كان المحتوى يستحق الاهتمام من عدمه ، فقد يكون الحدث في غاية الأهمية لكنه لا يحظى بنسب تفاعل عالية في حين تصبح بعض الموضوعات التافهة الأكثر مشاهدة وذلك من خلال استخدام بعض عناصر الجذب من قبل صانع المحتوى لتحقيق الارباح وهذه قضية خطيرة لانها تتسبب في تغييب الوعي الجمعي وانشغاله بموضوعات لا تستحق لمجرد انها تحقق ارباحا لصانعها وهنا أؤكد على اهمية عدم مشاركة هذه النوعية من المنشورات وعدم إعطائها تلك الأهمية ولابد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واعي فيما يفيد المجتمع ويدفع عجلة التنمية والتقدم وليس هدر الوقت فيما لا يفيد ولاسيما ان المستخدمين معظمهم من الشباب الذين هم طاقة الأمة الناهضة ، وسيبقى الاعلام الذي يتمتع بالمصداقية والموضوعية هو صمام الامان لبناء وعي الامة وحضارتها.