مقالات

سلامه الذوق وأثره فى الأفراد والمجتمع// بقلم ابتسام فريد

الذوق كلمه جميله تحمل فى طياتها معانى اللطف وحسن المعشر وكمال التهذيب وحسن التصرف وتجنب مايمنع من الاحراج وجرح الاحساسات بلفظ او اشاره او نحو ذلك فهذه المعانى تفسر لنا كلمه الذوق وان لم تفسرها المعاجم بهذا التفسير الملائم لما تعارف عليه الناس وجرى بينهم مجرى العرف ، فتراهم اذا اراد الثناء على شخص بما يحمله من معانى السابقه قالوا فلان عنده ذوق او هو صاحب ذوق . واذا أرادوا ذمه قالوا فلان قليل الذوق او ليس عنده ذوق . ولعل لفظ الذوق يعتوره مايعتور بعض الألفاظ فى دلالتها من حيث تطورها وانحطاطها! فهو المفهوم الذى مر ذكره معنى سام راق ولو ألقيت نظره عامه على على شرائع الاسلام واصوله العظام كالصلاه والزكاه والحج والصيام لرايت رأى العين .أليس المسلم مأمور حال اتيانه للصلاه ان يكون على طهاره . وان ياخذ زينته عند كل مسجد وان يأتى وعليه السكينه والعقار وان يخفض صوته حال مناجاته لربه ؟ أليس منهيا عن رفع الصوت فى المسجد ألم يكن من آداب الزكاه ان تعطى للفقير خفيه وعلى وجه يرفع حسيسته ألم يؤمر الحجاج بالسكينه وترك اذيه إخوانهم؟ أليس الصيام من أعظم مايرهف الحس ويرتقى بالذوق ويسمو بالروح ؟أليس فيه شعور بالآخرين واحساس بما يعانون من عوز الفقر وذله الحاجه ؟ ان الآثار الوارده فى معامله الناس على اختلاف طبقاتهم حافله بهذا المعنى داله دلاله صريحه على مراعاته وهكذا نجد ان الاسلام يرتقي بذوق اهله ويناي بهم عن كل خلق او تصرف يعاكس سلامه الذوق ومع ذلك فانك تلاحظ خللا كبيرا فى هذا الجانب وتشهد مظاهر عديده من هذا القبيل تمر بك كثيرا فى حياتك اليوميه  . وان من علامات السعاده للانسان ان يرزق ذوقا سليما مهذبا ، فإنه اذا كان كذلك عرف كيف يستمتع بالحياه وكيف يحترم شعور الآخرين ولا ينغص عليهم بل يدخل السرور عليهم فصاحب الذوق السليم قادر على استجلاب القلوب ، وإدخال السرور على نفسه وعلى من حوله واذا ساد الذوق السليم فى اسره او مجتمع راينا كل فرد من هؤلاء يتجنب جرح احساس غيره باى لفظ او عمل او اشاره او اى شئ يرفضه الذوق وراينا كل فرد يقوم بما أسند اليه من مسؤوليه على أكمل وجه واتمه .إن الذوق السليم فى الإنسان يرفعه إلى حد ان يتغير الكلمه اللطيفه والتصرف الملائم الذى يمنع الاحراج ويدخل السرور على الآخرين. بل ان صاحب الذوق السليم يأبى النزاع وحده الغضب .ولا يبالغ الإنسان إذا قال ان رقى الذوق اكثر أثرا فى السعاده من رقى العقل ان الذوق اذا رقى أنف من الأعمال الخسيسه والأقوال النابيه والأفعال السخيفه اما من جف طبعه وكتفت نفسه وقل ذوقه فلا تسل عما سيحدثه من شرخ فى الناس وما سيجلبه من شقاء لنفسه وغيره فتراه لايراعى مشاعر الآخرين ولا يانف من مواجهتهم بما يكرهون ‘  فإذا ماحضر مجلسا وابتدر الكلام وضعت يدك على قلبك خشيه من لسانه السليط او يفرط على احد الحاضرين . فتاره يذكر الحاضرين بعيوبهم وتاره يؤذيهم بلحن منطقه وتاره يذكرهم بأمور يسوؤهم تذكرها .اكب رجل من بنى مره على مالك بن اسماء يحدثه فى يوم صيف ويغمه ويثقل عليه ثم قال اتدرى ما قتلنا منكم فى الجاهليه ؟ قال لا ولكنى اعرف من قتلتم منا فى الاسلام . وقال من هم قال : انت قتلتنى اليوم بكثره فضولك ‘ وقال ابن القيم – رحمه الله عليه ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذى لا يحسن ان يتكلم فيفيدك ولا يحسن ان ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها فى منزلها بل ان تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن انه مسك يطيب به المجلس واذا سكت فاتقل من نصف الرحا العظيمه التى لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض .ومن قله الذوق مايقع فى المكالمات الهاتفية والرسائل الجواليه على وجه الخصوص فقد تكون الرساله الجواليه ملائمه لشخص ولكنهاغير ملائمه لاخروقد تكون صالحه لان ترسل لكبير قدر او سن ولا تصلح ان ترسل إلى غيره وقد يصلح ان يرسلها شخص ولا يصلح ان يرسلها اخر .وقد تصلح لان ترسلها لمن يعرفك ويعرف مقاصدك ، ولا يصلح ان ترسلها لشخص لا يعرف مقاصدك او شخص شديد الحساسيه سىء الظن .فمراعاه تلك الأحوال امر مطلوب .وكم حصل من جراء التفريط بذلك الادب من اساءه ظن وقيام لسوق العداوه ومن مايدخل فى هذا القبيل قله المراعاه لادب المحادثه كاثرثره والاستثار بالحديث وكثره الاسئله والفضول وتعمد الاحراج فيها والحديث بما لايناسب المقام .وايضا الحديث بأكثر من معنى وانت تقصد شئ اخر يفهمه المتحدث اليه ولكن بين السطور وتفتعل انك لا  لاتقصده انه مجرد هزار  .والتعالى على السامعين وترك الاصغاء للمتحدث والاستخفاف بحديثه .،والمبادره إلى اكماله والقيام عنه قبل إكمال حديثه والمبادره إلى تكذيبه ، ويدخل فى قله الذوق وقله المراعاه لادب الحوار او المحادثه رفع الصوت بلا داع والشده فى العتاب والغلظه فى الخطاب والحوار وبذاءه اللسان والتفحش فى القول  .والتقعر فى الكلام مايدخل فى قله الذوق قله المراعاه لادب المجالسه كتتبع عثرات الجليس وإظهار الملامه منه .ومن ذلك تناجى الاثنين دون الواحد .وبالجمله فالامثله على قله الذوق كثيره وما مضى انما هو إشارات ليس إلا. فياليت جانب الذوق  او الاتيكيت فى التعامل يلقى عنايه ونصيبا من تعليمنا ودروسنا وخطبنا،واعلامنا لتجنب الكثير من الشرور التى ربما كان سببها التقصير فى هذا الجانب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى