المهللون والمفرفشون.. بقلم ابتسام فريد

كل شىء الى انحدار.. قبل سنوات قليلة كان لكل فرد حدود وضوابط تمنعه من التصرف بحرية مطلقة خارج جدران بيته ورادعه الأول العيب والأخلاق والذوق العام يخجل من نفسه اذا خرج عن الأدب فى لحظة غضب، او نطق بلفظ جارج ويخجل اذا عيب الناس على تصرفاته وهندامه وسلوكياته، ولا علاقه للمستوى الاجتماعى او الثقافى بالتزام الشخص بالذوق العام فالحدود كانت معروفه للجميع والفن كان خير مرآة لها، يلتزم بها ويقدر افضل صوره عن المجتمع والبلد الذى يمثله سواء فى الداخل او الخارج ،كل افلام زمان واغانى زمان حملت الأدب والرقى ، وتناولت كل القضايا الاجتماعية والحياتية والانسانية من أجملها الى اكثرها ،قسوة ومرارة من دون الحاجه الى الابتذال والا سفاف وتشويه كل القيم ،كل الأغانى الشعبيه كانت خفيفة أو بتعبير اليوم ( لايت) لكنها لم تكن رخيصه ولا تنحدر بالذوق العام .اين هو الذوق العام اليوم ومن يعرف معناه ويطبقه ؟ كثيره هى الطفرات التى تطلع كل يوم من تحت عباءه المهرجانات وتتستر خلف مبدأ (الفرفشه ) والحاجة الى البهجة فى الغناء فتنحرف عن كل ماله علاقه بالذوق ويمشى خلفها المطبلون والمهللون والمفرفشون ) مرة جديدة نقولها ليست المشكله فى الأغانى الشعبيه والأغانى التى تهز الوسط وهى فارغه من اى مضمون ذى قيمه انما المشكله الحقيقيه فى الانحدار بمستوى الأغنية ومن يغنيها الى الحضيض وادنى. كيف نتقبل مهرجان شيماء ومن يغنيها بكل مستواه وشكله وملبسه وهو يتصرف فى الكليب كمن تعاطى كل انواع المخدرات والكحول ؟ كيف نترك الموجة تعلو وتجرف معها الشباب ونحن نهلل ونصفق لها ولمبتدعيها كى نكون كالموضه ولا نزعج احدا باعتراضنا وبتمسكنا بالرقى والذوق والاخلاق ؟سوسته ومهرجان شيماء جر خلفه مظهر اخر لا يختلف عنه تخلفا وسوقيه ، حيث قرر شابان لا علاقه لهما بالفن من قريب ولا بعيد تصور أغنية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق نسب مشاهده عاليه من خلال اثاره الضجة ولا من خلال الفن والهدف طبعا الكسب المادى، ما الطريقه الأمثل للفت الانظار فى رأى الشابين ؟ وضع سرير فى وسط الشارع بمدينه السنبلاوين، فى محافظه الدقهلية بمصر، وعلى خطوات من الإدارة التعليمية ، احدهما يغنى وهو ممدد على السرير الخشبى والثانى يقوم بمهمة الاخراج والتصوير، أى فن وغناء هذا؟ كل من يحسب نفسه مبدعا ومبتكرا وعبقرى زمنه يخرج علينا ببدعة ولا يخجل من تنفيذها فورا فى اى مكان وبأي طريقة واللى مش عاجبه يتفلق، كأن الشارع هو الحمام الذى يجرب فيه أى شخص صوته والوسط الفنى صار ساحة لهز الوسط.