بقلم/ فاطمة مصطفى بداية جديدة التغيير.. وقفة مع النفس

نحتاج كل فترة أن نراجع أنفسنا وانفعالاتنا وهل فعلا نستحق ما نحن عليه أم لا…. هل راضيين عن ما وصلنا له أم نستحق أكتر أو أقل…هل كل ما وصلنا له من تكوين لشخصيتنا ومدى انفعالاتنا وتقيمنا لأنفسنا صائب أم محتاجين أن نعيد النظر فيه مرة أخرى… هل كل الاحداث التى مرت علينا سواء ايجابية او سلبية كانت افعالنا فيها على حجم الموقف فعلا أم لا …..هل اتغيرنا الى الأفضل أم الأسوأ..
هل.. تعددت الاسئلة واختلفت من حيث معيار التقييم واهدافه و نتائجه و ايضا من خلال اهدافنا و مدى استجابة النفس البشرية للتغير و مدى نضج و رجاحة العقل فى الحكم على الأمور وهنا نستطيع ان نقول اننا محتاجين إلى (وقفة مع النفس) .
(وقفة مع النفس) يعبر المصطلح نفسه عن المواقف السلبية التى مرت بينا او بمعنى ادق كل فرد طبيعي ومنطقى أن يعيد حساباته مرة اخرى فى انفعالاته السلبية، ولكن كما اوضحت فى المقال السابق (الثبات الانفعالى ) ليس فقط فى المواقف السلبية ولكن فى المواقف الايجابية ايضا، التغير مطلوب دائما فى حياتنا سواء على المستوى الشخصى او العملى لابد كل فترة من الفترات ان نعيد طريقة نظرتنا للأمور ونعطى فرصة لأنفسنا للحكم المنطقى و الواقعى للأمور والمواقف وليس الصحيح لأن مقدار الصح أو الغلط يختلف من شخص إلى آخر و هذا ليس موضوعنا الان عزيزى القارئ حتى لا يتم تشتيت افكارك فى اكثر من اتجاه…. لابد ان تعيد تقيم نفسك مرة أخرى أو بمعنى اصح عدت مرات لكى تصل الى مرحلة التغيير السليم الذى يطلق عليه ( وقفة مع النفس ) ، ما تعطيه فى العمل و لأسرتك ولمحيط معارفك و للبيئة المحيطة بك هل يحقق لديك الشعور بالرضا هل أنت سعيد او على الاقل تشعر بقيمة نفسك هل تستحق ما تبداله مع الآخرين وهذا ليس معناه انك دائما على صواب أو على حق ممكن ان تكون محتاج ان تعيد ترتيب نفسك مرة اخرى و ان ردود الافعال و مدى خطائها او حتى صوابها منك انت و ليس من الاطراف الاخرى .
( وقفة مع النفس) تستطيع من خلالها اعادة بناء نفسك مرة اخرى و ترتيب اهدافك و تقييم ما وصلت له سواء على المستوى العملى او الشخصى حيث هذا ينعكس على مدى نجاحك الفعلى…. نجاحك فى ان تكسب نفسك اولا و اخيرا لان اى خسارة اخرى ممكن ان تتعوض الا خسارتك لنفسك و كيانك و نظرة تقييمك لنفسك انت، انت من تبنى نفسك وتعلى بيها الى القمة وانت من تنزل بيها الى القاع و تقل منها ….اياك ان تنسى هذا انت و ليس الاخرين لانك انت من تفرض رؤية الاخرين لك انت من تفرض الاحترام و التقدير انت من تقول للاخرين كيف يعاملونك حتى و ان ضل احداهم طريق المعاملة عليك فورا باعادة تلك الخطوة الى الوارء أنت عزيزى القارئ و ليس الاخرين .
( وقفه مع النفس) مع كل امور حياتنا مرة اخرى والعمل على تقويمها و تقييمها فى الطريق الصحيح وعليك دائما بمراجعة نفسك و ليس جلدها (جلد الذات) لانك ما عليه اليوم من حكمة و نضج و رجاحة العقل و رؤية صحيحة و صائبة للامور ليس الا مجرد خبرات للماضى و مدى قدرتك على اكتساب الخبرات الصائبة و تحليلها و تنفيذها على ارض الواقع بطريقة ترضى التغيير الذى وصلت اليه وعليك دائما بالتحكم و مراقبة نفسك لان الحياة والمواقف التى تمر بها سوف تتكررعدة مرات هنا ياتى دورك انت فى ان تراقب نفسك و انفعالاتك و تصرفاتك اتجاه المواقف هل فعلا تغيرت الى الافضل ام محتاج اعادة تاهيل و تدريب مرة اخرى ….
(وقفة مع النفس) البداية من عندك انت….عليك ان تتعامل مع نفسك الداخلية على انها شخص تعيد ان تأهله من جديد الى الافضل دائما و ان تقومه و تعطيه دروس و تنفذ عليه مبدا الصواب و العقاب حتى يتفهم ان التغيير ياتى من الداخل قبل ان يتاثر بالعوامل الخارجية يقول الله تعالى فى كتابه العزيز “انَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” وعد الله حق و كلامه غير قابل للجدال او المناقشة بل للتصديق فقط و بيقين كامل … الله عز و جل امرنا امر مباشر بان التغيير من عندك انت ( الانسان ) و يكون تغييرحقيقى و صادق و نابع من داخلك و فى نفس الوقت اعطاك النتيجة و وعدك بها انها تكون ايجابية لان اكيد معطيات و تغيرات الله كلها خير وسعادة للانسان وليس العكس حتى و ان ظهرت ان فيها ابتلاء سوف تكتشف فيما بعد الحكمة من هذا.
عندما يحثنا الله سبحانه و تعالى على ان التغيير (وقفة مع النفس) ينتج من داخلنا اولا ثم بعد ذلك سوف تتدخل ارادته فى تنفيذ كل ما هو فى صالح الانسان علينا هنا ان ندرك قوة التغيير داخليا و نبدا بنفسنا مرة اخرى بل و مرات حتى و لو فشلنا فى ذلك خصوصا ان النفس البشرية من الصعب تاهيلها و ترويضها بسهولة بل تحتاج الى اوقات و مرات عديدة و محاربة عالية لكى تستقيم او حتى تبتدى فى تغيير المسار الى الافضل و هنا نلاجظ الترابط القوى بين علما ء النفس و الاجتماع و بين كلام كتاب الله تعالى ( القران الكريم ) و مدى ترابطهم و هدفهم الصريح و الواضح ان التغيير يبدا من الداخل اما الاستجابة سوف تاتى فيما بعد ايجابية .
وعليك هنا عزيزى القارئ، ان يكون لديك القوة و اليقين فى نفس الوقت ان القوة الحقيقية موجودة داخل نفسك انت.. انت من تستطيع التغيير الى الافضل و الاحسن و أن ترتب اهدافك وسعيك مرة اخرى و حذارى ان يكون وعيك بنفسك اقل من سعيك فى الاتجاه الصائب لانك اذا كنت لا تعرف قيمة نفسك الحقيقية سوف يكون الجهد الذى تقوم بيه جهدا مهدرا و ليس له اى نتيجة ايجابيه على ارض الواقع..
ومن هنا نصل إلى نقطة التحكم وضبط النفس والقدرة على التغيير للافضل فى حياتنا و نبدأ بداية جديدة فى تغير مسار مستقبلنا الى ما يرضيناه داخليا و يرضى تعاملنا فى تقييم نفسنا اولا و هذا يعتبر من اول خطوات النجاح (وقفة مع النفس)
بداية جديدة…