بداية جديدة/ الثبات الانفعالى

بداية جديدة/ الثبات الانفعالى
بقلم فاطمة مصطفى
نتعرض على مدار حياتنا اليومية للعديد من المواقف سواء سلبية أو إيجابية تؤثر تأثيرًا واضحا على افعالنا و حكمنا على الأمور و مع كل موقف و كل مرحلة من مراحل حياتنا، تتغير ردود الأفعال … أمر طبيعى و منطقى جدًا، و لكن هل أدركت عزيزى القارئ و لو للحظة بسيطة أن يكون رد فعلك سواء إيجابى أو سلبى محتاج أن يقترن بمزيد من الثبات الانفعالى، أكيد الان تسأل نفسك “الثبات الانفعالى” مقترن بالمواقف السلبية فقط وليس الايجابية …. هنا تأتى المفاجاة أحب أن اوضح لسيادتك إنه لا….
بكل بساطة ووضوح، يقول علماء النفس والاجتماع “الثبات الانفعالى” هو رد فعلك اتجاه موقف معين تكون درجة وعيك اتجاه أكبر من حكمة ورجاحة عقلك و فوق الحجم الطبيعى لمشاعرك..
ومن هنا سوف نلاحظ و ندرك أن النتائج المترتبة على ردود أفعالك سوف تتأثر وتتغير وتكون نتائجها افضل بالنسبة لك لو قدرت ان تتحكم فى ثباتك الانفعالى..
تعال معى نشرح بطريقة أخرى اكثر سهولة لكى تتضح امامك الصورة كاملة.
من المؤكد أنك عند التعرض لأى موقف سلبى تتحرك مشاعرك تلقائيا الى الغضب والتوتر والانفعال والقلق و يبدأ رد فعلك ان يتاخذ الاتجاه السلبى، و يفكر أيضا برد بطريقة سلبية ولا يستطيع أن يدرك مدى صحة النتائج المترتبة على هذا الانفعال التى بالتالى سوف تاثر بطريقة سلبية عليك انت اولا و يتحول العقل الواعى و اللاواعى فى اصدار أحكام وأفعال بل و تنفيذها على ارض الواقع، ومن الممكن بل أكيد ان تكون اضرارها اكتر من المتوقع…. هنا يأتى كلام الله سبحانه وتعالى “الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” و”وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم” نلاحظ ان رب الكون قد حذرنا مرتين من الغضب وأمرنا ان نستعيذ الله من نغزات الشيطان التى تحرضنا على الغضب والانفعال و شبه ايضا ان الغضب تحريض من الشيطان للنفس البشرية و امرنا امر مباشر فى كتابه العزيز، أن نمتنع نهائيأ عن الغضب فلا يوجد أى جدال او مجرد التفكير فى نصوص القران، نتوقف هنا قليلا لكى نربط بين الثبات الانفعالى ومدى سلامة الصحة النفسية لدى الفرد و أمر الله سبحانه و تعالى فى تجنب و تجاهل اى انفعال سلبى و نصوص القرآن الكريم، يتضح ان هناك علاقة ايجابية و قوية بين تنفيذ نصوص كتاب الله و بين تحقيق السلام النفسى الداخلى لدى الفرد.. وهنا يكون الرد وافى وتم توضيحه بالنسبة “للثبات الانفعالى” لدى المواقف السلبية بطريقة سهلة و بسيطة ومقنعة لان رب الكون اعطى النصوص وليس فقط علماء النفس و الاجتماع.
ننتقل الى النقطة الأخرى و هى “الثبات الانفعالى فى المواقف الايجابية” وهنا تتعدد الأسئلة وتتغير وتتفاوت لان من الطبيعى ان الانسان عنما يكون فى حالة سعادة، سوف يكون متزن نفسيا و تكون كل قرارته إيجابية أمر طبيعى جدا و لكن تعال معى اكتشف المفاجاة…. أنت مخطئ و تحتاج ان تعيد ترتيب افكارك من جديد… السعادة قد تخلق منك انسان ناجح متزن نفسيا قادرعلى الانتاج و لكن حذااااارى، فإنها سلاح ذو حدين لأنها سوف تجعل منك شخص غير متحكم فى ردود أفعالك الايجابية بمعنى أن ثباتك الانفعالى، بيكون على درجة اكبر من مستوى مشاعرك الطبيعية ومن هنا يبدأ احساسك ومشاعرك تتحكم فى رجاحة وحكمة عقلك وتكون ردود افعالك (مشاعرك) هى المتحكمة فى الموقف التى تمر بيه ومن الممكن ان تكون اكبر من مستوى الموقف نفسه بل أكيد بمعنى اخر اوضح و ابسط عدم ثباتك الانفعالى اتجاه المواقف الايجابية يلغى عقلك تماما و تبقى مشاعرك هى من تتحكم و بالتالى سوف تقل حكمتك و رايك الصواب و مدى حكمك الصائب على الأمور بطريقة اكتر اتزانا ويكون المسيطر الأول و الأخير هى مشاعرك فقط و تضغى على الموقف نفسه هنا ياتى معنى “الثبات الانفعالى ” ولكن من الناحية الايجابية..
نصل هنا الى عرض و تحليل شامل ومفصل لمعنى مصطلح ” “الثبات الانفعالى” من الناحية الايجابية والسلبية ايضا… وعليك عزيزي القارئ ان تكون على مستوى قوة واستيعاب هذا المصطلح و ان تقوم بتدريب نفسك وعقلك ومشاعرك بطريقة سليمة و تاهيل نفسك اولا داخليا فى ردود افعالك و مدى ثباتها لانها سوف تقترن بمدى سلامة صحتك النفسية و اذا استطعت ان تحقق هذة المعادلة البسيطة بكل حرفية و تدريب عقلك و توجيه فى المسار الصحيح سوف تكون انت المتحكم الاساسى فى ثباتك الانفعالى و هذا طبيعى ان ينعكس على نجاح حياتك المستقبلية و تبدأ فى ترتيب نفسك داخليا ومراجعة اهدافك لكى تصل الى مرحلة مختلفة من حياتك و لكنها تبدا من مسارها الصحيح و تكون أنت المتحكم الرئيسى فى تنفيذ ما ترغب فيه اى كان الموقف الذى تمر بيه، و من هنا تكون بداية جديدة فى تنمية و تغير شخصيتك أولا وأفعالك ثانيا اتجاه حياتك التى تتغير الى الأفضل بكل تأكيد…. اصنع نفسك من جديد ما زال هناك وقت.
بداية جديدة..