مقالات

بقلم/ فاطمة مصطفى. بداية جديدة.. الأخلاق

“الأخلاق” مفهوم يدركه كل فئات المجتمع وجيل وراء جيل تم تنشئته الاجتماعية، وفقا لمعايير و قناعات مختلفة كلا مننا على حدة… و نرى ان مفهوم الأخلاق قد تغير على مدار السنين و الاعوام،  و فى نفس الوقت فالاجيال الحالية  يختلف مفهومها عن الأجيال السابقة ومن هنا يأتى سؤال غاية  فى الأهمية هل فعلا تتغيرالأخلاق وتختلف من جيل إلى آخر؟؟

أم هناك انهيار فى المعايير والمقاييس وخلل فى الأسرة أدى الى هذا الاختلاف؟

بكل بساطة يقول علماء الاجتماع، إن “الأخلاق” تنبع من التنشئة الاجتماعية للفرد داخل أسرته أولا، حيث ان الأسرة هى المصدر الأساسى ويأتى بعدها المجتمع والأفراد المحيطة به، وبالطبع تؤثر بطريقة سلبية أو إيجابية على الفرد، و من هنا يتضح تأثير الأسرة و دورها الأساسى فى مفهوم “الأخلاق” و لكن هل الاخلاق مقتصرة فقط على المجتمع وعلماء النفس والاجتماع ام هناك رأى آخر و هو رأى دينى.. تعددت الأسئلة واختلفت و تنوعت وهذا يجعلك عزيزى القارئ متشتت فى مفهومك للمعنى و الاجابة ايضا على كل هذا الكم من الاسئلة، ولكنى سوف أسهل عليك كل هذا العناء بطريقة اكثر سهولة فى نقطتين اساسيتين و هما:

  • رأى علماء الاجتماع والنفس عن مفهوم الأخلاق وأهميتها .
  • ورأى الدين عن مفهوم الأخلاق وأهميتها

رأى علماء الاجتماع والنفس عن مفهوم الأخلاق:

نلاحظ أنها تعددت الأراء والنظريات على مر العصور للوصول إلى تعريف ثابت “للأخلاق ” وكون أن هذا المصطلح اعتبر متغير نتيجة التنشئة الاجتماعية واختلاف ثقافتها ومستوى تعليمها والعوامل المتداخلة عليها، وأصبح تعريفه تعريف دقيق أمر غاية فى الصعوبة ولكن هناك ثوابت وأصول اثبتها علماء الدين و بالاخص في “القرآن الكريم” حيث قال الله سبحانه و تعالى “وانك لعلى خلق عظيم” و هنا كان يقصد الله سبحانه و تعالى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) و من هنا يأتى تقديس واضح وصريح لمفهوم “الاخلاق ” واختصها الله سبحانه وتعالى فى سيدنا محمد… وهنا يأتى مفهوم آخر للأخلاق و هى التقديس حيث ان رب الكون كله اعلن و بوضوح تام أن ” الأخلاق ” هى معيار الدين وأساسه وعليها سوف تقاس كل الصفات….

وهناك أيضا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” و هذا أيضا نص صريح وواضح وبسيط  فى مفهومه لأهمية وتقديس “الأخلاق” و حينما يردد اشرف خلق الله ورب الكون كله سبحانه وتعالى على هذا المفهوم وينص عليه بوضوح  فهذا  معناه  أن الدين الاسلامى  والرسالة الاسلامية نفسها نزلت تحديدا لتشرح شرحا بسيط  وتنص على أهمية هذا المصطلح و قد جاءت فى الآتى :

القناعة ، الرضى ، البر، الإحسان ، الصدق ، الأمانة ، الصبر، الحلم ، الانا ، الشجاعة، التحمل،  التروي، الكرم، الاعتدال ، الإيثار، العدل ، الحياء ، الشكر، حفظ اللسان والجسد، الشورى ، الوفاء ، العفة، التواضع، العزة، القوة، التعاون، التسامح، فعل الخير، البعد الشر، المساعدة ، النية الحسنة ، وكف الأذى عن الناس ، طاعة الوالدين ، نشر المحبة ، الستر حفظ السر، المحافظة على الدين ، الصلاة ، التقرب إلى الله ، البعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس ،اكلمة الطيبة ، احترام الكبير و العطف على الصغير ،الصدق ، الوفاء ، الولاء ،العرفان ، الحب ، الحفاظ و الوفاء بالعهد .. وهناك العديد من صفات الأخلاق الطيبة و الحسنة التى لا حصر لها، ونلاحظ هنا كل الصفات الخاصة  بمكارم الأخلاق، هى عبارات واضحة ومرادفة  لمعنى الصحة النفسية ومدى سلامتها أى أن رب الكون  كله  نص  فى  كتابه العزيز على حق نفسك فى اسعادها و المحافظة على سلامك النفسى، من خلال تنفيذ نص القران الكريم وهنا نصل إلى نقطة غاية فى الأهمية وهى ان مدى سلامك النفسى مقترن بالقرآن وتنفيذ نصوص الله عز و جل وإذا ايقنت هذه النقطة وبدأت بالفعل فى تنفيذها فى حياتك سوف ترى تحول ملموس ورهيب فى راحة البال وتحقيق الأمنيات بل و المستحيلات ايضا و يسر فى طريقك والتوفيق فى  تنفيذ خططك المستقبلية والتحلى بالصبر على معوقات الحياة…. ونصل من هنا الى نقطة فاصلة فى ترتيب واعادة بناء أنفسنا مرة أخرى و القدرة على التحكم فى أفعالنا والمحافظة على اتزاننا النفسى و تكون هذه المرحلة بداية جديدة، في حياتنا لنحيا بشكل أفضل وأهدى محافظين على مدى اتزان سلامك النفسى…

 

بداية جديدة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى