مقالات

25 يناير عيد الشرطة

25 يناير عيد الشرطة

أحمد محفوظ

 

نعم 25 يناير عيد الشرطة، وسوف يظل هذا اليوم عيدا لها  ورمزا لتضحية الشرطة المصرية. في مثل هذا اليوم من النصف الأول من القرن الماضي. كان أروع يوم في تاريخ الشرطة المصرية، التي أجبرت العدو قبل الصديق على احترامها بعد أن أصر افراد الشرطة من ضباط وجنود على عدم تسليم أسلحتهم لقوات الاحتلال البريطاني، بعد رفض معاهدة1936 من قبل النحاس باشا رئيس الحكومة المصرية في ذلك الوقت.

ما جعل قوات الاحتلال تتصرف بطريقة همجية تعتمد على احتلال بعض المناسبات الحكومية ونظريات الأمن وأقسام الشرطة. وعندما حاولت أن تحتل مديرية أمن الاسماعيلية. رفضت القوة المصرية الممثلة في رجال الشرطة تسليم المديرية بل جاء الرد بأنهم سوف يقاتلون حتى آخر فرد.  وأن الموت عندهم أشرف من تسليم أسلحتهم. وبالفعل ظل هؤلاء الرجال يقاتلون إلى أن نفدت الذخيرة منهم واستشهد أغلب أفراد القوة الموجودة ومنذ ذلك التاريخ وهذا اليوم هو عيد الشرطة لأنه يوم التضحية.

إلى أن جاء يوم 25 يناير 2011  تكرر الحدث مرة ثانية لكن هذه المرة كان تخلفا في الشكل والمضمون. فلم يكن مديرية ولا قسم واحد بل كانت كل الأقسام والمديريات، ومباني أمن الدولة حتى مبني وزارة الداخلية. لم يسلم من محاولات الاقتحام المتكررة. ولكن للـسف فقد كان العدو هذه المرة من أبناء الوطن بعد أن تغييب عقولهم وغاب عنهم رشدهم بحفنة من الدولارات بل وصل الأمر بهم الى حرق ونهب كل المصالح العامة والخاصة. وتحولت الدولة من حالة الأمن والآمان إلى حالة من السلب والنهب بعد أن رفض ضباط الشرطة قتال أبناء وطنهم.

 بل وصل بهم الأمر إلى التضحية بأنفسهم أفضل عندهم من رفع اسلحتهم على ابناء الوطن. لكن للاسف لم يفهم هؤلاء الرسالة لأنهم قد سبق وقبض كل خائن منهم الثمن.

ولم يتوقف الأمر عند قتل الضباط والجنود، بل وصل الأمر الى حرق مباني الأقسام والمركبات الشرطية. التي هى في الأصل ممتلكات عامة ملك الشعب.

فإذا كانت الواقعة مثال التضحية والفداء، فقد كانت 25 يناير 2011 أكبر أكبر مثال للتضحية لهؤلاء الرجال الذين فضلوا الموت عن قتال بني وطنهم. لأنهم كانوا على دراسة بالأهداف الحقيقية ومن يقف وراء هذا المخطط القذر. ومع مرور الوقت ونجاح قوات الشرطة والجيش في تدمير المخطط وكسر شوكة الإرهاب والجماعة الارهابية، وفضح وكشف من يقف خلفهم. ولكن ما زالت قوى الشر تصر على الوصول الى أهدافها الخبيثة بتدمير المنطقة العربية لصالح دولة إسرائيل والأطماع في ثروات المنطقة. ولكي تصبح مصر دولة ودولة قوية يلزم ذلك التخلص من النخبة بشكل كامل وفوري والتخلص من كل رجال الفضائيات الذين كانوا سببا رئيسيا في نشر الجهل والتخلف والبلطجة والفجر والفجور والفساد الديني والاخلاقي والفساد السياسي والاقتصادي من خلال النخبة، التي قامت بصنعهم ليكونوا سببا في أن تحقق ثروات ضخمة.

التخلص من بعض رجال الفن والسينما والتخلص من الأعمال الهابطة التي كانت سببا في التدمير والانهيار السريع للمجتمع. والتخلص من بعض رجال الدين وكل التنظيمات والجماعات التي

 تدعي أنها اسلامية رغم أنها تهدف في الأصل للقضاء على الاسلام وأن يكون للأزهر دورا حقيقيا في ذلك.

 ثم العمل على غلق حنفية الإرهاب من المنبع وليس تنظيف ما يتسرب منه، ويتمثل ذلك في توجيه ضربة قوية وسريعة لقيادات ومراكز تدريب هذه العناصر من حماس وبيت المقدس في غزة نفسها وليس في سيناء.

وقتها نكون قد أغلقنا حنفية التسرب، ثم نقوم بعدها بعمل التنظيف في سيناء. واخيرا أن يخرج  الشعب من حالة التنبلة  والتبلد والخمول وأن تعود له الحرارة والضمير والنخوة. وان يكون جزءا من الدولة وليس دولة داخل دولة. وان يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره وأن يعطي قبل أن ياخذ. اذا تم تحقيق هذه العناصر وقتها سوف تصيح مصر دولة قوية تعمل على تحقيق مصالح شعبها ومنطقتها من خلال العمل والانتاج لا من خلال التظاهر والتدمير لصالح أعداء الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى