كيف يفكر السيسي
أحمد محفوظ
هذا الرجل يوكد كل يوم أنه حفيد لملوك عظماء كانوا فى يوم من الأيام يحكمون هذا العالم من الشرق إلى الغرب بلا منافس. وكانت أفكارهم ومشاريعهم تسبق زمانهم بآلاف السنين.
وهذا ما يقوم به الرئيس السيسى، فقد كان أول مشروع له هو ازدواج وتعميق قناه السويس رغم أن الدوله وقتها كانت فى أمس الحاجة الى كل جنيه ورغم أن تكلفه المشروع ضخمة وصلت إلى أكثر من سبعة وستون مليار جنيه.
ويحتاج إلى أكثر من عشر سنوات كان التحدى الأكبر ومع ذلك بحكمة من الرئيس استطاع أن يوفر المبلغ ويختصر السنوات. فى ظل تعجب من الجميع وأن المشروع اصلا غير ملح فى ظل تلك الظروف
وانه لن يحقق عائد كبير.
ورغم كل ذلك ورغم الاعتراض على المشروع من مثقفين وإعلاميين واقتصاديين فى الداخل والخارج كان الإصرار من الرئيس أكبر، لأنه يدرك تماما ما يقوم به ويعرف أن قناه السويس وما لها وما تمثله لهذ الدولة المصرية وأنها تعد من مصادر الدخل القومى الرئيسية لهذه الدولة.
ويعرف أن هناك دولة على الحدود وهى العدو الرئيسى للدولة المصرية وتعمل بكل جهد لتقليل الدور المحوري لمصر. والتى تمثل قناه السويس عنصر مهم لهذا الدور، سواء على المستوى الإقليمى أو العالمى.
وقامت تلك الدولة بالإعلان على إنشاء خط سكه حديد يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض ليكون منافس لقناة السويس ويحول إسرائيل إلى دولة رئيسية من الناحية الاقتصادية وتتسيد هى البحر الأحمر والأبيض وتكون مركز رئيسى لنقل كل البضائع من الشرق للغرب. العكس بخلاف أنها سوف تتحول الى مركز لكل الصناعات ومحطه رئيسيه لجذب كل الاستثمارات من مختلف دول العالم، لذا كان قرار الرئيس السيسى بسرعه إنجاز مشروع قناة السويس، ليوقف ذلك المخطط الخبيث.
حتى لو كان ذلك لفترة معينة مع الأخذ فى الاعتبار أن ذلك المشروع سوف يكون له ايضا مردود اقتصادى جيد على الدوله المصرية من جميع النواحى، ومع هذا لم يتوقف تفكير “عزيز مصر” وناصرها عند هذا الحد.
وهذا ما يؤكد أن هذا الرجل هو حفيد اصيل لهؤلاء “الملوك العظماء” أصحاب تلك الحضارة التى عجز العالم حتى الآن عن الكشف عن واحد من مليون من أسرارها.
فقد كان المشروع الأكبر والأخطر، والذى يقضى على المشروع الإسرائيلى إلى الأبد ويحول مصر إلى دولة عظمى بكل معنى الكلمة، من خلال الربط بين البحر الاحمر والبحر الابيض من خلال أكبر ميناء مصرى على البحر الأحمر وهو ميناء العين السخنة وميناء العلمين والاسكندرية، وذلك بمشروع القطار الكهربائي فائق السرعه والذى يصل الى سرعه 250 ك فى الساعة.
هذا المشروع الذى له آلاف من الأهداف السياسية والاقتصاديه والعسكرية وغيرها
فسوف يجعل مصر قبله للعالم كله فى جذب الاستثمارات ويجعل منطقه البحر الأحمر الى أكبر ميناء فى العالم كذلك مؤانى البحر الأبيض، هذا بخلاف أن هذا القطار سوف يربط السخنه بالعاصمة الجديدة.ثم القاهرة ويجوب صحراء مصر الغربية الى العلمين ليعمل على اقامه مدن ومجتمعات جديدة ثم يتجه إلى أسوان من الصحراء قاطع الصحراء الغربيه من الشمال إلى الجنوب، ليسهل للدولة المصرية من بسط يدها على كل أراضيها بدل ما نحن نعيش على خمسه بالمائة من المساحة الفعلية
هذه مجرد نقطه من تفكير الرئيس السيسى الذى تحول إلى شبه حقيقة، ولم يتوقف عند مجرد فكرة
السيسى فرعون عظيم جديد، يضاف إلى عظماء مصر صاحبة الحضارة التى يتعدى عمرها أكثر من خمسة عشر ألف سنة وليس سبعة الاف كما يدعى البعض.
ومع ذلك ما زال لدينا عشرات وعشرات المشروعات التى يتم التنفيذ بها الآن، ومع ذلك لم يتم الإعلان عنها كان آخرهم استصلاح 500 الف فدان بمشروع مستقبل مصر الزراعي.
لذا وجب علينا أن ندعم ذاك الرجل بكل قوة حتى نصل به ومعه إلى ما كنا عليه.