http://anbaaq.com/2019-07-05-16-08-23/3296-2020-06-12-20-47-54

## دنيا الاقتصاد والأعمال لدعم الدولة والاهتمام بالإبداع وبناء الجامعات
## د . حسن راتب.. حدوتة وطنية مصرية أصيلة
### د . حسن راتب: المسئولية الاجتماعية واجب وطني على رجال الأعمال
#### كورونا أزمة هائلة وتداعياتها الحقيقية بعد الفيروس
رجل الأعمال والاقتصاد د. حسن راتب، حدوتة وطنية اصيلة، من الصعب الإحاطة بأدواره الاقتصادية والثقافية والوطنية والعلمية في تقرير واحد.
فالرجل طوال 4 عقود، وهو يقوم بدور وطني واقتصادي وخدمي وهائل وصاحب بصمة مميزة في مختلف المجالات. ليس فقط لأنه كان له رؤى مختلفة في كثير من القضايا التي تشغل بال الوطن، ولكن لأنه كان سباقا بمعنى الكلمة وذو ريادة.
###
“حسن راتب” هو مرادف للاقتصادي الوطني، الذي يعي تماما المسؤولية الاجتماعية لرأس المال ويعرف معنى التنوير والحضارة والمدنية.
وفي اقترابنا من شخص ومواقف د. حسن راتب سنفتح الكتاب، على كثير من مواقف الرجل ورؤاه التي أصبحت نموذجا يحتذى في مجال العمل الوطني والاجتماعي داخل مصر.. ##
الموقف من كورونا
كان د, حسن راتب من اصحاب المواقف البطولية في مواجهة فيروس كورونا، وقد كان أول من دعا الى تضافر جهود رجال الأعمال مع الدولة لتوفير الامكانيات اللازمة للتصدي لهذا الوباء الخطير.
وقال الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، إن ما تمر به البلاد في حربها ضد فيروس كورونا، والذى مّر بالعالم كله يحتم علي رجال الأعمال الوقوف الى جوار الدولة بالالتزام بمهام المسئولية الاجتماعية مشيراً الى أن المسئولية الاجتماعية ليست منة من الغنى للفقير ولا منة من القادرين لغير القادرين، فالمسئولية الاجتماعية وتعظيم دور الوظيفة لرأس المال هى نوع من العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعى، هو اول ما ينعم به الغير قادر واول ما ينعم به الغنى ايضاً ، والمسئولية الاجتماعية تعتبر نظرية اقتصادية فى طياتها بعد اجتماعى.
وفى نفس الوقت، هى نظرية اجتماعية فى طياتها بعد اقتصادى وهذه مسألة ليست غريبة عن قيمنا ولا عن تقاليدنا ولا عن العقيدة السمحاء التي أمرنا بها الاسلام في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (من لديه فضل من زاد فليعد به علي من لا زاد له) وفي نفس السياق نجد الزكاة والصدقة والعشور في المسيحية كلها تعد جزء من الموروث العقائدى والموروث الثقافي للمجتمع المصري، لذا فنحن أحوج ما نكون الآن لننفذ هذه الثقافة وهذا الموروث العقائدي والحضاري. .
ولفت الدكتور حسن راتب، إلى الانتباه الي أن المرحلة الحالية تتطلب تجميع الناس حول الدولة ليشارك الجميع كل حسب إمكاناته، لأن فيروس كورونا ستكون له آثار اقتصادية كبيرة جدا وسوف تؤثر علي الجميع مما يتطلب تجميع الناس وليس تفريقهم وأكد مراراً وتكراراً علي أن الاثار القادمة عن كورونا رهيبة جدا وفوق مستوى تحمل الدول وليس علي مصر فقط بل علي اقتصاد العالم كله بما فيه الدول العظمى وهذه الاثار تفوق بكثير ما حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين، من ازمة اثرت علي الاقتصاد العالمي كله.
وأوضح الدكتور حسن راتب، أنه يرى هذا الأمر كونه رجل اقتصاد ممارس بالفعل وصاحب تجربه يرى هذه الظواهر ويحللها ويستشرف من خلالها ما سيحدث فيما بعد بالتنبؤ بما هو قادم خاصة ان نظرية التنبؤ من النظريات الهامة في مجال الاقتصاد حيث تعكس القدرة علي التنبؤ بالمستقبل في المجال الاقتصادي وفق اسس علمية دقيقة.
وقال ان العالم لجأ الى مواجهة هذا الفيروس بما يعرف بأسلوب الاخماد مع أسلوب التخفيف، وبذلك نجحت بعض الدول بالتدريج فى محاصرة الفيروس والتقليل من آثاره الكارثية وبالطبع فإن تلك الخطوات سوف تؤتى بآثارها الايجابية فى محاصرة الفيروس ومنه انتشاره شيئا فشيئاً الى ان يتم القضاء عليه بالكامل بأقل خسائر ممكنه وهو ما تم بالفعل في بعض الدول. وهذا الامر بالطبع لمصلحة البشرية ولمصلحة الانسانية ومن اجل ان تستمر الحياة لأن ما يتعرض له العالم الان لم يحدث من قبل ولم يشهده العالم على هذا النحو من حيث الخطورة.
وحول ما يسمى بحلقات الاتزان، والأزمة لا تزال قائمة، والتى تتطلب ان يراعى فيها رجال الاعمال الظروف التى تمر بها البلاد قال الدكتور حسن راتب أنه على رجال الاعمال، واصحاب الأعمال فى القطاع الخاص ان يراعوا هذا الامر وان يتحمل الجميع تبعات تلك الظروف كل شخص على قدر طاقته على التحمل وليس على قدر حاجته فالظروف الاقتصادية ظروف موجعة وظروف صعبة جداً وهو ما يتطلب ايضاً أن نراعى بعضنا البعض وأن يعذر بعضنا البعض وأن نضع أيدينا جميعاً فى ايدى بعض لنتجاوز المحنة ونحقق التكافل الاجتماعى ونحقق أيضاً المسئولية الاجتماعي.
وعلى صعيد متصل، لم يكتف د. حسن راتب، بإسداء نصائحه ورؤاه في ازمة كورونا المرعبة ولكنه تدخل بمبادرات حية وواقعية لمحاصرة الوباء.
وقرر مجلس أمناء مؤسسة الدكتور حسن راتب للإبداع والابتكار، وقبل عدة اسابيع في مبادرة مشرفة ومع اشتداد هجمة الفيروس، دعم جيش مصر الأبيض من الأطباء وطواقم التمرين الذين يقومون بالدور الأكبر فى مواجهة ازمة فيروس كورونا. وتفعيل أطر التعاون والتلاحم والتناغم في الرؤى مع عدة وزارات فى مقدمتها: وزارة الصحة والسكان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وذلك من خلال القيام باستيراد شحنات من المستلزمات الطبية لتوزيعها على المستشفيات الحكومية والجامعية والفرق الطبية بها.
وأكد الدكتور حسن راتب، أن التحدي الرئيسي الذي يواجهنا، يكمن في توفير أكبر عدد ممكن من المستلزمات الطبية وتقديمها بشكل سريع في المكان والزمان الذي تكون فيه الحاجة أكبر، وأيضا لأكبر عدد من الأشخاص المتضررین في أقل وقت ممكن.
العمالة غير المنتظمة مسؤولة الجميع
كما نوه الى العديد من سلسلة الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة خلال الأسابيع الماضية، لدعم جهور الدولة في مواجهة الأزمة بالإضافة إلى دعم العمالة غير المنتظمة وأضاف أن مؤسسة الدكتور حسن راتب قامت أيضاً بالتعاقد على توفير مليون كمامة طبية عادية، و٢٥ ألف كمامة من نوع N95، و١٥ ألف بدلة تعقيم واقية من فيروس كرونا كما تتولى مؤسسة الدكتور حسن راتب للإبداع والابتکار توزيع ٥٠ الف كرتونة مواد غذائية للأسر المستحقة والأولى بالرعاية والعمالة الغير منتظمة في مدن سيناء والصعيد والمناطق الأكثر احتياجأ على مستوی الجمهورية كمساهمة منها في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين المصريين. مشددا على أن هذا الدور الاجتماعى ليس منة من الغني على الفقير، وإنما هي نظرية اجتماعية تحمل في طياتها بعدا اقتصاديا، ونظرية اقتصادية تحمل في طياتها بعدا اجتماعيا تعيد حلقة الاتزان في مجتمعنا.
ومن الجدير بالذكر، أن مؤسسة الدكتور حسن راتب تأسست عام ۲۰۱۷ حيث قرر الدكتور راتب آنذاك بتخصيص ثلث ثروته من أحل تعظيم دور الوظيفة الاجتماعية لرأس المال. وهو الدور الذي ظلت على مدى ٤٠ عاما تقوم به مجموعة “شركات سما” من خلال مؤسساتها الاجتماعية “سما لتنمية الاجتماعية وسيناء للتنمية” وامتدت تلك الأنشطة لتشمل المنح الدراسية للمتفوقين وغير القادرين والتي تبلغ سنويا ٧٠ مليون جنيه بالإضافة إلى إنشاء المخابز وتوزيع الخبز مجانا، وإنشاء المدارس والمساجد ودور الأيتام، وإنشاء القرى النموذجية لمتضرري السيول وإعانة الأسر الأكثر احتياجا. وعلى الجانب الثقافي تقدم جوائز للإبداع في الشعر والآداب والبحث العلمي، وساهمت في تطویر ساحة مولانا الحسين سيد شهداء أهل الجنة.
السيسي أعاد للدولة هيبتها وقوتها
على صعيد آخر، قال الدكتور حسن راتب، إن الدنيا من غير حلم ليس لها إحساس أو معنى أو طموح، وليس لها آمال ولكن الحلم هو الأمل في بكرة ولا بد من التكاتف لتحقيق حلم المواطن لحياة كريمة من مسكن ومأكل مناسب وزوجة وأطفال صالحين.
وأضاف “راتب” إن الدولة مع الإنتاج والعمل، مثل العامل في مصنعه والمزارع في أرضه ومع كل مواطن يُعطي هذه الأمة لبنة في بناء مصرنا العظيمة أمام التحديات الضخمة التى تواجهها مصر والعالم كله.
وأوضح راتب، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استلم مصر من لا دولة إبان حكم جماعة الإخوان الإرهابية وأعاد لها الدولة والهيبة، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي استلم الدولة المصرية وبها مؤسسات منهارة وأعاد بناؤها مرة أخرى إلى جانب مشكلات كبيرة مثل مشكلة سد النهضة واحتياجات الناس من مأكل ومشرب وعيشة كريمة للمواطن المصري.
وأشار إلى أنه بعد مرور 6 سنوات من إنجازات عظيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي بدأنا نشعر أن مؤسسات الدولة يُعاد بناؤها، منوهًا بأن الرئيس السيسي زعيم وأول من وقف في الأمم المتحدة وقال “تحيا مصر” وهو رجل كله وطنية ويُعد قدوة ومثالًا لكل مواطن في الشعب المصري.
رؤية للاعلام
وحول الاعلام قال د. حسن راتب، إن الكلمة المكتوبة تُعطي المعنى ولكنها لا تُعطي مساحة المعنى، وليس من رأى كمن سمع ونقل المجلة من مكتوبة إلى مسموعة ومرئية هى نقلة نوعية. وتابع: أنا من المؤمنين أن المشروعات تحمل وجهين، وجه الجدوى الاقتصادية والقيمة الاجتماعية، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام لها رسالة تنويرية ورسالة تربوية.
سيناء أرض التضحيات
وفي سيناء قال د. حسن راتب وهو صاحب باع طويل في سيناء، وصاحب مشروعات رائدة، أجمل شئ كسبته فى سيناء بناء علاقات قوية مع الأهالى، قائلا إن أهالى سيناء دافعو بأجسادهم وقلوبهم عن المصانع والجامعة فى وقت غابت فيه الدولة ردحًا من الزمان خلال ثورة 25 يناير 2011، مثمنا العلاقات التى أقامها مع أهالى سيناء على مدار قرابة 40 عاما متواصلة منذ بداية استثماره فى أرض الفيروز، قائلاً: “أجمل شئ كسبته فى سيناء بناء علاقات حميمية قوية مع أهالى سيناء، وأهالى سيناء دافعو بأجسادهم وقلوبهم عن المصانع والجامعة فى وقت غابت فيه الدولة ردحا من الزمان خلال ثورة 25 يناير 2011 وسيناء بحث جديد ﻻقتصاد مصر بسبب الثروات اللانهائية”. واضاف بنينا علاقة بيننا وبين القبائل فى سيناء، ومن حمى المصانع والجامعة بأجسادهم هم أهل سيناء، ومن الأشياء التى نجحنا فيها، منذ تواجدنا عام 1982، وهو أجمل ما كسبته هو علاقتى بالبشر هناك، وأشعر اننى وسط أهلى و أشعر بالغيرة عندما يتحدث أحد عليهم بالخطأ، وهذه العلاقة الحميمية أتوجدت على مر السنين. وأضاف الدكتور حسن راتب أن الخطر قائم على مصر كلها، والخطر خطر أمة، ومواجهة هذا الخطر لابد من الجامعة و التشغيل، وسيناء إن لم تشغل بنا سوف تشغل بغيرنا، وسيناء العمل بها ضرورة قومية وهى الحماية الحقيقة من الشرق، وهى بحث جديد لإقتصاد مصر، ويوجد بها ثروات لا نهائية، ويجب أن ندير هذه الثروات. وأوضح رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء أن المال ليس من أجل المكسب ولكن من أجل بناء القيم والمجتمع وحينما ترسخ هذه الفكرة فى داخلك يجب أن تمارسها عمل، ونحن مارسناها فى جامعة سيناء، ونهتم بتربية الشخصية للطلاب فى الجامعة، ويأخذ قيمته من تربيته الفنية و الرياضية و الثقافية.
وأشار الدكتور حسن راتب أن الجامعة تفوقت على مستوى الإبداع ولديها أفضل فرقة فنون شعبية، و الجوالة، والطالب على ذمة الكلية 24 ساعة، وعلاقة الأستاذ بالتلميذ قدوة وتربية، مثل علاقة جمال الدين الأفغانى بمحمد عبده، ومن المهم أن نربى طالب بأستاذية ، مؤكدا أن الطالب الذى يقوم بعمل جيد للمجتمع بيتم مكافأته، ونعتمد على منح الدرجة العلمية و بناء الشخصية.
المياه
جانب آخر، كان للدكتور حسن راتب، فيه صولات وجولات وهو الاهتمام بالمياه، ففي اجتماع حضره د. راتب لمجلس المحافظين العرب للمياه في دورته الـ١٧ والذي عقد اليوم بالقاهرة بحضور الدول الأعضاء وذلك لمناقشة أوضاع المياه في المنطقة وأيضا في جميع الدول الأعضاء في هذا المجلس.
أعلن الدكتور حسن راتب، أنه قدم جائزة تشجيعبة للباحثين و المهتمين بمجال المياه وتبلغ قيمة تلك الجائزة ١٠٠ ألف جنيه مصري وتقدم من خلال مؤسسة الدكتور حسن راتب للإبداع والابتكار والتي وهبها الدكتور حسن راتب ثلث ثروته من اجل الأبحاث العلمية في مختلف المجالات وذلك في سبيل نهضة مصر و الوطن العربي أيضا وأشار الدكتور حسن راتب إلى أنه قرر رفع هذه الجائزة إلى عشر أضعافها لتصبح مليون جنيه مصري. وقد تناول الاجتماع شبكة الموارد المائية غير التقليدية والتي جاء الهدف منها هو تعزيز المعرفة وتطوير التكنولوجيات ودعم صناع القرار بما يتناسب مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المنطقة العربية وفي إطار مناقشة الأنشطة المستقبلية.
حسن راتب .. قصة مصرية أصيلة عائش داخلنا بمواقفه ووطنيته ومبادئه الرائدة.