
جدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، تحذيره من التكاليف البشرية العالية لأي قرار باحتلال كامل لقطاع غزة، مؤكدًا أن مثل هذا الخيار “سيكلف إسرائيل الكثير من الجنود“.
تصريحات زامير جاءت وسط نقاش داخلي متصاعد في إسرائيل حول توسيع العملية العسكرية في القطاع، الذي يعاني من دمار واسع جراء حرب مستمرة منذ نحو عامين.
نتنياهو يملك أغلبية تؤيد احتلال غزة
في المقابل، كشفت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان”، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حصل على الأغلبية المطلوبة داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، لتمرير قرار احتلال غزة في حال تم طرحه رسميًا للتصويت.
ويُتوقع أن يجتمع “الكابينت” يوم الخميس لاتخاذ قرار نهائي بشأن توسيع نطاق العملية العسكرية، وسط ضغوط من جانب تيارات سياسية وعسكرية تتبنى مواقف متباينة.
انقسام بين القيادة السياسية والعسكرية
تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى وجود انقسام واضح في الآراء داخل أروقة الحكومة والجيش، بشأن قرار احتلال كامل قطاع غزة، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من التكاليف البشرية واللوجستية الضخمة.
وبينما يؤكد نتنياهو أنه يجب “إكمال المهمة” بالقضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن، تُبدي قيادات عسكرية تحفظًا على التوغل الكامل في مناطق مكتظة بالسكان، ما قد يؤدي إلى تصعيد خطير وارتفاع أعداد الضحايا من الجانبين.
مخاوف من عمليات في مناطق مكتظة
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطة المطروحة لتوسيع العمليات العسكرية تشمل الدخول البري إلى مناطق يُعتقد بوجود رهائن فيها، مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين شمال القطاع.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تزيد من تعقيد الوضع الإنساني، وتؤدي إلى تفاقم الضغوط الدولية على إسرائيل، في ظل تصاعد أعداد الضحايا المدنيين وغياب أي أفق للحل السياسي.
ترامب يعلّق: الأمر متروك لإسرائيل
في سياق متصل، علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الحديث المتزايد حول نية إسرائيل احتلال غزة، قائلاً: “الأمر متروك لهم”، دون أن يوضح موقفًا صريحًا بشأن تأييده أو رفضه للعملية.
تصريحات ترامب جاءت وسط مواقف أمريكية رسمية تواصل دعوة إسرائيل إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مع التشديد على ضرورة الإفراج عن الرهائن وضمان حماية المدنيين.
المجلس الوزاري يتأهب للحسم
تتجه الأنظار إلى اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر المقرر عقده يوم الخميس، والذي من المنتظر أن يحسم الجدل حول احتلال غزة، أو الإبقاء على العمليات المحدودة الجارية حاليًا.
وفي حال الموافقة على التوسع البري الكامل، ستكون العملية واحدة من أعقد المهام العسكرية التي تواجهها إسرائيل منذ سنوات، في ظل الجغرافيا المعقدة للمخيمات والمدن المكتظة في قطاع غزة.