
في خطوة تهدف الى ضبط حالة الفوضى التي شهدتها منصة التيك توك بعد تقديم مجموعة من البلاغات من المحامين الشرفاء وجهات الرصد قامت وزارة الداخلية بإلقاء القبض على بعض صانعي المحتوى الضار والمسيء الى المجتمع من البلوجرز في خطوة لاقت استحسان الشارع المصري ، وفي هذا الاطار نوجه تحية تقدير واحترام لجهود رجال وزارة الداخلية الذين قاموا باتخاذ الاجراءات القانونية تجاه مجموعة من البلوجرز الذين قاموا بنشر وصناعة محتوى مسيء للمجتمع المصري وللآداب العامة ، وهي الإجراءات التي جاءت على خلفية مجموعة من الفيديوهات المسيئة لبعض الشخصيات العامة والاستهزاء بثوابت واخلاقيات المجتمع والتي تتسبب في حالات اخرى في اثارة البلبلة وضرب استقرار المجتمع ، وخصوصا ان ما يحدث من هؤلاء المرتزقة يساهم في الهبوط بالذوق العام وخاصة مع ترويج المحتوى التافه والمسيء الى قيم المجتمع المصري حيث تحول المشهد الاعلامي الرقمي الى ساحة من العبث من خلال صناعة الترند والتسابق لحصد اكبر عدد من المشاهدات وتحقيق الكسب المادي السريع على حساب البسطاء الذين يقومون وبدون وعي بمشاركة هذه الفيديوهات واعادة نشرها على نحو فيروسي ، وقد يؤدي تداول هذه المقاطع الى إصابة الكثير من الشباب بالاحباط لاسيما الذين يحفرون طريقهم بالشرف والاجتهاد والتعلم ، كيف يمكن ان يشعر شاب حاصل على اعلى التقديرات سواء من خريجي المدارس او الجامعات وقد لا يكون الطريق أمامه ممهد لإثبات الذات والحصول على وظيفة في حين يرى مجموعة اخرى من الشخصيات الضحلة التي لاتملك اي مقومات شخصية او تعليمية او ثقافية او اجتماعية وكل ما تملكه هو كاميرا وحساب شخصي يتم استغلاله من قبل ادارة المنصة لتحقيق الكسب حتى لو كان على حساب تغييب العقول .
الاعلام رسالة وعلم واخلاق وفن وليس مجالا مستباحا لكل من هب ودب ليدلي بدلوه على حساب الوعي الجمعي وتغييب العقول وتسطيح الثقافة والسقوط بها في منزلق الهاوية .
وما قامت به الدولة ضرورة حتمية لضبط حالة الفوضى واعادة الامور الى نصابها ، وأوصي باستصدار القوانين المنظمة لامتلاك حساب على المنصات بهدف الترويج وصناعة المحتوى ودفع الضرائب لكل من يمتلك قناة والحق في حظر وضبطية المخالفين ، وان يقوم الاعلام التقليدي برسالته في نشر الوعي بخطورة هذه الظاهرة وتقديم الثقافة الحقيقية من خلال الاعلام الرسمي الذي لابد ان يعود لممارسة دوره في تصدير المعرفة والثقافة والفن والابداع المحترم وكذلك نشر الوعي من خلال مؤسسات التعليم بأهمية الاستخدام الواعي لوسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك فتح المجال لخريجي كليات الاعلام لممارسة العمل الاعلامي بدلا من هؤلاء الدخلاء على المهنة التي اصبحت مستباحة ، والضرب بعصا من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذه الدولة وزعزعة استقرارها .
وعاش الاعلام الحر النزيه الرصين مرفوع الراية رغم كيد الكائدين من اصحاب الاجندات التي تهدف الى تشويه صورة مصر الحضارية وتاريخها الثقافي الضارب في اعماق التاريخ وعاشت مصر حرة أبية .