دراسة تحذر من دور لحوم الدجاج في تعزيز مقاومة المضادات الحيوية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة mSphere العلمية، التابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة، عن علاقة مقلقة بين استهلاك لحوم الدجاج وبعض الحيوانات الأخرى، مثل الخنازير، وارتفاع مقاومة المضادات الحيوية لدى الإنسان، خصوصًا المضادات الحيوية الحيوية مثل التتراسيكلين والفانكومايسين.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن بعض المضادات الحيوية المُستخدمة بانتظام في تربية الدواجن والمواشي قد تُسبب ضررًا لجسم الإنسان، حتى وإن لم تُستخدم بشكل مباشر في الطب البشري.

الأيونوفورات: استخدام شائع في مزارع الدجاج رغم المخاطر الخفية

ركّز الباحثون من قسم الأحياء في جامعة كارلتون، وهم الدكتور أليكس وونغ، وأساليا إبراهيم، وجيسون أو، على فئة معينة من المضادات الحيوية تُعرف باسم الأيونوفورات.
وتُستخدم هذه المضادات في مزارع الدجاج بهدف الحماية من عدوى معوية تُعرف بداء الكوكسيديا، كما تُساهم في تعزيز النمو وتحسين كفاءة الإنتاج.

ورغم أن الأيونوفورات لا تُستخدم لعلاج البشر، فقد كان يُعتقد سابقًا أنها لا تشكل خطرًا على الصحة العامة ولا تُسهم في ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية.

اكتشاف تأثير غير مباشر على مقاومة المضادات الحيوية

أوضحت الدراسة أن هذا الافتراض لم يكن دقيقًا، حيث تشير الأدلة إلى أن استخدام الأيونوفورات في الحيوانات قد يُعزز مقاومة البكتيريا لمضادات حيوية تُستخدم لعلاج الإنسان، ما يهدد فعالية العلاجات الطبية الحالية.

ويرجّح الباحثون أن هذه التأثيرات غير المباشرة تنشأ عبر انتقال جينات مقاومة من بكتيريا الحيوانات إلى بكتيريا تُصيب الإنسان، إما من خلال الغذاء أو البيئة المحيطة بالمزارع.

تهديد فعالية المضادات الحيوية في المستقبل

أبرزت الدراسة أن استمرار استخدام المضادات الحيوية في الزراعة دون رقابة صارمة قد يؤدي إلى تراجع فعالية مضادات حيوية حيوية تُستخدم في علاج أمراض خطيرة.
ويُعد الفانكومايسين والتتراسيكلين من بين آخر الخطوط الدفاعية أمام أنواع بكتيريا مقاومة بالفعل، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).

وأكد الباحثون أن التهاون في تقييم أثر المضادات الحيوية الحيوانية على الصحة العامة قد يؤدي إلى أزمة صحية عالمية مستقبلية يصعب احتواؤها.

Scroll to Top