كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، أن المشي المنتظم لأكثر من 100 دقيقة يوميًا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر المزمنة بنسبة تصل إلى 23%.
وتؤكد الدراسة أن دمج المشي في الروتين اليومي يُعد وسيلة وقائية بسيطة وغير مكلفة، خاصة لمن لا يعانون حاليًا من أي مشاكل مزمنة في الظهر.
آلام الظهر.. عبء صحي عالمي
تُعد آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا على مستوى العالم، وتمثل 7.7% من إجمالي سنوات الإعاقة عالميًا، بحسب تقديرات الدراسة.
وتُصنف هذه الحالة من بين أكثر الأمراض تكلفة على أنظمة الرعاية الصحية، خاصة في الولايات المتحدة، التي تتصدر الدول من حيث الإنفاق على علاج آلام الظهر.
ضعف التوجيهات الطبية حول النشاط البدني
رغم التوصيات الطبية الشائعة بأهمية الحفاظ على النشاط البدني لعلاج والوقاية من آلام أسفل الظهر، إلا أن الإرشادات الصحية الحالية تفتقر إلى تحديد واضح لمدة المشي المطلوبة يوميًا أو عدد مرات تكراره لتحقيق التأثير الوقائي المرجو.
تفاصيل الدراسة المنشورة في مجلة JAMA Network Open
نُشرت الدراسة تحت عنوان:
“حجم وكثافة المشي وخطر الإصابة بألم أسفل الظهر المزمن”
وشملت عينة مكونة من 11,194 بالغًا لا يعانون من آلام مزمنة في الظهر عند بداية الدراسة، وتتراوح أعمارهم من 20 عامًا فما فوق.
لضمان دقة البيانات، ارتدى المشاركون أجهزة تسارع ثلاثية المحاور لمدة 7 أيام متتالية، وذلك لقياس مستويات النشاط البدني بدقة، من حيث كمية المشي اليومية وشدته.
النتائج: العلاقة طردية بين كثافة المشي وتقليل الخطر
أظهرت نتائج الدراسة أن زيادة مدة وكثافة المشي اليومي ترتبط بشكل مباشر بانخفاض خطر الإصابة بآلام الظهر المزمنة.
وخلص الباحثون إلى أن المشاركين الذين مشوا لأكثر من 100 دقيقة يوميًا انخفض لديهم معدل الإصابة بالآلام المزمنة بنسبة 23% مقارنة بغيرهم.
فوائد المشي تتجاوز الوقاية من آلام الظهر
إلى جانب تقليل آلام أسفل الظهر، يشير الباحثون إلى أن المشي المنتظم يحمل فوائد صحية شاملة تشمل:
تحسين صحة القلب والأوعية الدموية
تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري
تعزيز المزاج والصحة النفسية
خفض مستويات التوتر المرتبطة بتشنجات العضلات