في ظل استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، أعلنت طهران اليوم عن سقوط 639 قتيلاً وأكثر من 1220 جريحًا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، وفق ما نقلته شبكة العربية. تأتي هذه الحصيلة في وقت تنقل فيه مصادر متعددة أن الصراع قد يتخذ أبعادًا أخطر خلال الأيام المقبلة.
بلومبيرج: واشنطن تدرس توجيه ضربة ضد إيران
كشفت وكالة بلومبيرج أن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بدأوا الاستعداد لاحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، في تصعيد غير مسبوق قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع في المنطقة.
ووفق المعلومات المتداولة، قد تتركّز الضربة الأمريكية المحتملة على منشأة “فوردو” النووية، إحدى أكثر المنشآت الإيرانية تحصينًا، والمخصصة لتخصيب اليورانيوم. وتقع المنشأة داخل شبكة أنفاق تحت جبل، على بعد نحو 32 كيلومتراً من مدينة قُم و95 كيلومترًا جنوب غربي طهران.
قنبلة أمريكية خارقة للتحصينات تدخل دائرة الحديث
وسط هذه التطورات، تبرز إلى الواجهة قنبلة “GBU-57 E/B” المعروفة باسم MOP، وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم، ويُعتقد أنها السلاح الأمريكي الوحيد القادر على اختراق منشأة فوردو المحصنة.
وتزن القنبلة حوالي 30 ألف رطل (13.6 طنًا)، وتستطيع اختراق نحو 200 قدم (61 مترًا) تحت الأرض قبل الانفجار، مما يمنحها القدرة الفريدة على تدمير المنشآت النووية المدفونة بعمق. وتُعرف أيضًا بـ”القنبلة الخارقة للتحصينات”، وهي موجهة بدقة لضرب أهداف محصّنة من هذا النوع.
القاذفة الشبح B-2.. المنصة الوحيدة لحمل GBU-57
القنبلة GBU-57 يمكن حملها فقط بواسطة القاذفة الشبح الأمريكية B-2 “سبيريت”، القادرة على التخفّي واختراق الدفاعات الجوية المعقدة. وتشير التقارير إلى أن عددًا من هذه القاذفات تم نشره مؤخرًا في قاعدة دييغو غارسيا، وهي قاعدة أمريكية-بريطانية مشتركة في المحيط الهندي، ما يعزز فرضية التحضير لضربة دقيقة.
وتحمل كل قاذفة B-2 قنبلتين من طراز GBU-57، ما يعني أنه يمكن نظريًا استهداف فوردو بطلعة واحدة لقاذفة شبح واحدة، وذلك نظرًا لكون المنشأة تقع على عمق يقدّر بنحو 260 قدمًا (79 مترًا).
أهداف إسرائيلية وأمريكية متداخلة
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى تقويض النظام الإيراني من الداخل، واستنزاف قدراته على السيطرة والاحتفاظ بالتماسك الداخلي. وهو ما يفسر التركيز على منشآت حيوية وأمنية في عمق الأراضي الإيرانية، بالتوازي مع ضربات سيبرانية وتجسسية واعتقال عملاء مزعومين للموساد في غرب طهران، بحسب ما أعلنته الشرطة الإيرانية.
مرحلة شديدة الحساسية
المشهد الحالي يُنذر بمرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، قد تخرج عن الإطار التقليدي لحروب الوكالة والضربات المحدودة. ويترقّب المجتمع الدولي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ قرارًا استراتيجيًا بتوجيه ضربة مباشرة لمنشآت إيران النووية، الأمر الذي قد يُشعل حربًا إقليمية شاملة، أو يعيد صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة كليًا.