إبراهيم شعبان يكتب: حرب إسرائيل وإيران.. هذا هو القادم

لا تتوقعوا أن تنتهي هذه الحرب بتصفية الكيان الإسرائيلي أو نهاية إيران، أو حتى أيٍّ من الحكومتين الإسرائيلية أو النظام الإيراني، هو عض عنيف على الأصابع وتعطيل القدرات النووية العسكرية الإيرانية، باعتبار طهران القوة الحقيقية المهددة لتل أبيب في المنطقة ضمن ما تسميه “محور الشر”.

وعلى صعيد آخر، فإن توجيهات خامنئي شخصيا باستهداف مراكز سكانية في تل أبيب، أحدثت مفعولها بالفعل، وظهرت خسائر حقيقية ودمار واسع داخل تل أبيب جراء صواريخ إيران، وسقوط قتلى ومئات المصابين.

القادم خلال الساعات القادمة، إما تطور دراماتيكي كبير فعلاً بأن يتهور النظام الإيراني ويقصف قاعدة أمريكية أو قطعة بحرية أمريكية أو يُغلق مضيق هرمز، وساعتها ستكون قد دخلت الحرب في طريق اللاعودة، وستأخذ مسار حرب تدمير العراقٍ سابقا، وعدم وضع نهاية لها إلا بعد القضاء تمامًا على إيران والنظام الإيراني وكنس القدرات العسكرية الإيرانية، وهي قدرات حقيقية تم بناؤها بدقة منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي وانتهاء حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران 1980-1988. وأعتقد أن المرشد الإيراني علي خامنئي لن يتخذ هذا القرار، إلا إذا أحس بسقوط المعبد، خصوصًا بعد اغتيال إسرائيل طاقم القيادة الإيرانية الرفيع، نحو 20 قائدًا عسكريًّا في مقدمتهم رئيس الأركان ورئيس الحرس الثوري الإيراني.

وعلى الناحية الثانية، فإن رد نتنياهو وتل أبيب على التطور الاستثنائي، باستهداف مراكز سكانية داخل تل أبيب وحيفا، سيحدد مسار الحرب كذلك، بمعنى أنه لو لجأت تل أبيب لاستهداف مجمعات سكانية ضخمة داخل العاصمة طهران أو أيا من المدن الإيرانية بقنابل ثقيلة على غرار طريقة إجرامها في قطاع غزة، فإن هذا سيؤدي لسقوط ضحايا كثيرين، ودمار عشرات المنازل في إيران، وهذا ما لم تفعله إسرائيل في طهران حتى هذه اللحظة.

الحرب كبيرة بالفعل، والسيناريوهات مفتوحة على مصراعيها خلال الساعات القادمة، خصوصًا إذا دخلت أمريكا الحرب فعلاً بعيدًا عن المساعدات الدفاعية الحالية، أي قامت مدمراتها وصواريخها وغواصاتها وحاملات الطائرات الأمريكية بضرب طهران مباشرة.

والإيجاز.. المنطقة أمام أيام عصيبة، والحرب اليوم بين وحش فارسي، تضخم لدرجة مقلقة للكيان الصهيوني وللدول العربية أيضًا، والتي قام فيها وعلى مدار أكثر من 20 عامًا بالسيطرة على 4 عواصم كبرى فيها هى بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، علاوة على قطاع غزة، سواء اقتنع مؤيدوه أو أنكروا ذلك، فإيران بنت إمبراطورية حقيقية على حساب شعوبنا العربية بالفعل وجثث أبنائها.

وبين “نازي إسرائيلي” يعيش اليوم وهج القوة والهمجية، وما أُطلقت عليه من قبل “العصر الإسرائيلي”، بعدما أصبحت لديه حرية حقيقية في ضرب واستهداف أي عاصمة عربية دون التعرض له، مثلما حدث وشاهده مئات الملايين من العرب باستهداف بيروت وقصف دمشق، وضرب صنعاء، دون أن يقول له أحد ماذا تفعل!!!

هي حرب بين قوتين على أطلال وأنقاض الدول العربية، كلٌّ يحاول حجز مساحته وهيمنته وقوته، وأكرر إنه ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، وشعارات إنها دولة إسلامية، تحارب الكيان الصهيوني، هى شعارات عاطفية ليست موجودة إلا في إعلامنا ومواقع التواصل الاجتماعي، والاثنين يلعبان بالدين لمصالحهما..

ومن المفارقات أن، نتنياهو ذهب إلى حائط المبكى قبل ضرب إيران بساعات واقتبس آية من التلمود كتب فيها:” شعب ينهض كأسد” ولذلك أطلقوا على العملية الأسد الصاعد، وهى مأخوذة من نص توراتي:” هوذا شعب يقوم كأسد عظيم، ويرتفع كشبل أسد. لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى”!

وهكذا.. فقوة ايران، كانت دائما وأبدا لتحقيق مصالحها وأهدافها الامبراطورية وتوسعاتها، ولم تكن أبدا في صالح الدول العربية ولا العالم الإسلامي، وفق ما يتوهم البعض أو يحلمون.

وبالمثل فغطرسة إسرائيل وهمجيتها وجرائمها المروعة، كانت ولا تزال وبالا على الدول العربية، وعلى الشعب الفلسطيني المسكين..
علينا المتابعة وترقّب التطورات..

Scroll to Top