محكمة جنايات أسيوط تفصل في جنايتين متصلتين بسبب مشاجرة أطفال
أصدرت الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات أسيوط، اليوم الاثنين، حكمها بالإعدام شنقًا لـ3 متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لمتهم رابع، بعد إدانتهم بقتل شخصين في قريـة عرب مطير التابعة لمركز الفتح، على خلفية مشاجرة بين أطفال تطورت إلى جريمة ثأر.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد فاروق علي الدين، وعضوية المستشارين أحمد فتحي كروت وإيهاب أحمد دهيس، وأمانة سر كل من سيد علي بكر وعثمان أحمد عبد الحميد.
ضم جنايتين لارتباطهما بجريمة واحدة
قررت المحكمة ضم القضيتين رقمي 21171 و21279 لسنة 2024 جنايات الفتح، بعد تبين ارتباط الواقعتين ببعضهما البعض، وتكوّنهما من تسلسل واحد بدأ بمشاجرة بين أطفال وانتهى بعمليتي قتل متبادلتين.
تفاصيل الجريمة الأولى.. مقتل ياسين بسبب خلاف أطفال
كشفت تحقيقات القضية الأولى عن مصرع المجني عليه “ياسين . ج . أ” إثر تعرضه لإطلاق نار من المتهم “بشار . م . م” (23 عامًا – فلاح)، الذي استخدم بندقية خرطوش في إطلاق ثلاث طلقات نارية، أصابت إحداها الشريان الرئيسي في فخذ المجني عليه، مما أدى إلى وفاته.
وأشارت التحقيقات إلى أن الواقعة بدأت يوم 13 سبتمبر 2024، بمشاجرة بين نجل المجني عليه وشقيقة المتهم “بشار”، تطورت إلى مواجهة مباشرة بين المجني عليه وشقيقه من جهة، والمتهم ووالده من جهة أخرى. وعند توجه المجني عليه لمعاتبة والد المتهم، قام “بشار” بإطلاق النار عليهما.
تفاصيل الجريمة الثانية.. الثأر بعد 12 يومًا
وبعد 12 يومًا من مقتل “ياسين”، وتحديدًا في 26 سبتمبر 2024، وقعت الجريمة الثانية، حيث قُتل “حسن . م . م” شقيق المتهم “بشار”، على يد “عصام . ج . أ” (49 عامًا – شقيق المجني عليه في القضية الأولى)، و3 آخرين هم: “عمر . ك . أ” (27 عامًا)، و”عماد . ر . أ” (37 عامًا)، و”محمود . س . م” (42 عامًا).
وأفادت التحقيقات بأن المتهمين خططوا لعملية الثأر، وجمعهم “عصام” من أجل الانتقام لشقيقه “ياسين”. وقد حاول المجني عليه “حسن” الهرب من منزله خوفًا على حياته، حتى أن شقيقته أحضرت له ملابس نسائية للتنكر، إلا أنه تم الوصول إليه وقتله.
القاضي: العدول عن الثأر جاء متأخرًا ولا يُعتد به
وخلال جلسة النطق بالحكم، علّق رئيس المحكمة المستشار محمد فاروق قائلاً: “المحكمة لا تقبل العدول الذي يأتي بعد الأخذ بالثأر، لأنه مشكوك في نواياه، ولو أن المتهمين تركوا الأمر لله وللقانون لنالوا حقهم”.
وأضاف أن التحقيقات أكدت أن الجنايتين مرتبطتان بسلسلة واحدة من الأحداث بدأت بمشاجرة أطفال، وانتهت بارتكاب جريمتين ثأريتين، مشيرًا إلى أن شهادات شهود الإثبات، رغم ما شابها من عدول، تؤكد وقوع الوقائع كما وردت في تحقيقات النيابة.