كشفت دراسة حديثة أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة يوميًا قد يضاعف خطر الإصابة بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) أكثر من مرتين، مما يثير القلق بشأن نمط التغذية العصري الذي يعتمد بشكل كبير على المنتجات المصنعة.
أطعمة مصنعة وخطر متصاعد
الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على مكونات صناعية مثل الألوان والمُحلِّيات والمواد الحافظة، وتتميز بارتفاع مستويات السكر والملح والدهون، وقلة العناصر الغذائية الأساسية كالألياف والبروتينات. ومن أبرز أمثلتها: اللحوم المعالجة، حبوب الإفطار، الشوربات سريعة التحضير، المشروبات الغازية، رقائق البطاطس، البسكويت، والزبادي المنكه.
نتائج صادمة بعد 26 عامًا من المتابعة
الدراسة، التي نشرتها شبكة “سي إن إن” الأميركية، اعتمدت على تحليل بيانات ما يقرب من 43 ألف شخص في الولايات المتحدة على مدى 26 عامًا. وكان متوسط أعمار المشاركين 48 عامًا، ولم يكن أي منهم مصابًا بمرض باركنسون عند بداية الدراسة.
وتم تسجيل العادات الغذائية للمشاركين بانتظام، ووجد الباحثون صلة واضحة بين الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة وظهور العلامات المبكرة للشلل الرعاش.
الأسباب المحتملة للخطر المتزايد
يرى الباحثون أن أحد أسباب ارتفاع خطر الإصابة قد يعود إلى تأثيرات تلك الأطعمة على صحة الأمعاء والدماغ، إذ إنها تفتقر للعناصر الغذائية المفيدة وتحتوي على مواد ترفع الالتهابات، وقد تسهم في تدمير الخلايا العصبية بمرور الوقت.
كما أن تأثيرها على توازن البكتيريا المعوية قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي، وهو ما قد يكون عاملًا مساهمًا في تطور مرض باركنسون.
تصريحات من الباحثين
قال الدكتور شيانغ غاو، الباحث الرئيسي وأستاذ التغذية بجامعة فودان في شنغهاي:
“أظهر بحثنا أن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة مثل المشروبات الغازية المحلاة والوجبات الخفيفة المعبأة قد يُسرّع ظهور العلامات المبكرة لمرض باركنسون”.
وأكد غاو على قوة ودقة الدراسة بفضل حجم العينة الكبير وفترة المتابعة الطويلة.
مرض بلا علاج شافٍ
يُعد باركنسون مرضًا عصبيًا تدريجيًا يؤثر على الحركة والنطق وقد يسبب رعشة وضعفًا عامًا في الجسم. ورغم وجود علاجات دوائية وجراحية تساعد على التخفيف من الأعراض، فإن المرض لا يزال بلا علاج نهائي.
ويعاني أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم من هذا الاضطراب، مما يُبرز الحاجة إلى الوقاية من خلال تعديل أنماط التغذية وتجنب الأطعمة المصنعة.